سنيا الفرجاني شاعرة تونسية .. تنحت نجمة على خارطة وتتدفّأ بالحرائق

سنيا الفرجاني شاعرة تونسية .. تنحت نجمة على خارطة وتتدفّأ بالحرائق

آخر تحديث : الثلاثاء 14 مايو 2019 - 10:07 مساءً

سكبتُ حبّك في قوالب النّحَاس

سنيا الفرجاني

60179933 2141910829180014 8955544713864151040 n - قريش
سنيا الفرجاني

شاعرة من تونس

سكبتُ حبّك في قوالب النّحَاس،

وعلّقت فوقها تماثيل أحلامي،

قلتُ: هذه سنبلة في قشرتها، قربان لعينيه،

وهذه حزمة حلفاء، ملفوفة في ضفيرتي المقصوصةِ

يُقسّمها على حياته، ليوقف متاهته الطويلة،

وينحت نجمة على خارطة غير مستعملة.

قلتُ:وهذه كفّي ،يشرف منها على نفسه،

وأشرف منها عليه،

نقتطع العالم من خطوط يدي

ونستكمل إنشاءه في قُبلة قرب التماثيل.

أكُولٌ هذا الوقت 

وشرهٌ آخره.

حاولت أن أصبّ القوالب، أمامك، قبل أن يفتضّ

الصّباح تمائمي،

قلتُ: سيرى باطني في القلاع المسكوبة

وفي عناقيَ المقصوص داخلها قطعا سميكة ناتئة،

قلت: سيشرح جِلدي، وأخطاء البداية في السماء الوسطى،

سيأخذ الغابات من قلقي،

ويقطعها حلقات كبيرة تصلح للميناء وللسّفن.

قلت: وإن يكن، سيراني منهمكة أصْهر مفاتيح الأرض كلّها،

وأصنع واحدا  فقط ثمّ أطمره في باطنه.

باطنه الذي يشبه باطني.

لكنّ القوالب لم تتّخذ شكل النّحاس

فاضت على جنباته،

وتجنّبت حجم السّياج.

في الحبّ كما في الغيب، كما في البيضة الواحدة،

لا يوجد توأم،

كما في رأسي، لا يوجد رأس آخر،

أحبك،
وأحاول أن أحرس الأحلام وحدي،

والتماثيل،
أتدفّأ بالحرائق ، وأطلّ على الحرس من نوافذ تشقّ كتفي، وتشقّ صدرك

المسند إلى حبال بقلبي.

موحش أزيز الأرض تدور في 

وقت أكول ، ونحن جائعين،

منهمكين، في تثبيت المسامير على أحلامنا، في مداخل السماء.

إذا سقط الماء، من مزاج الغيمة،

لن تقع أحلامنا،

قوالب النحاس، تخذل شكلها ولا تخفق الوزن على الكفّتين ، حبيبي،

فوق كفّك وكفّي، تماوج الحُبّ ذهبا ساخنا،

وأرطالا  مرصّعة ،

نفخنا ،

ونفخت أحلامنا…. :

سبيكة العالم جاهزة.

على شرفة النّشأة وزن ثقيل،

على الجانبين ،سنبلة تخرج من قشرتها

حزمة حلفاء،تغادر مجازها

وقرابييين، قرابييين، قرابيين.

تعبّد حبيبي،

إنّ اليمامة تنقر التاريخ.

 26 أفريل 2019

قصيدة خاصة لصحيفة قريش- ملحق ثقافات وآداب- لندن

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com