سنة 45 .. ثورة إيران وعودة الحشّاشين ونظام “عُمر” للإنذار المبكر

سنة 45 .. ثورة إيران وعودة الحشّاشين ونظام “عُمر” للإنذار المبكر

آخر تحديث : الجمعة 9 فبراير 2024 - 3:16 مساءً
 - قريش

ربيع الحافظ

Unknown 1 - قريش

باحث في المجتمع العراقي والعلاقات الاقليمية- بريطانيا

‏عندما قُضي على معقل الحشّاشين (طائفة باطنية) في قلعة آلموت قرب طهران في القرن 5هـ قال المؤرخ الجويني: “استراح المسلمون والعالم منهم” لما يحملونه من عدوانية لكل شيء حضاري وللإنسانية ولم يقل استراح المسلمون فقط.

كلمة “الحشاشون” أخذت من assassins وتعني بالإنكليزية “الإغتياليون” لاتباعهم أسلوب الاغتيالات بالخناجر المسمومة مع خصومهم العباسيين والسلاجقة ووقفوا ضد المقاومة الزنكية التي قاومت الصليبيين وقتلوا القادة والعلماء والحكماء ولم يسقط بخناجرهم أو يقع في أسرهم صليبي واحد.

في عام 1979 وصل هذا الصنف إلى حكم إيران ووصل معه إرث الحشاشين وبوجود المال والسلاح الفتاك طورت إيران حرب الخناجر المسمومة إلى حرب المدن والمجازر الجماعية.

عالم التاريخ الأمريكي William Durant (صاحب موسوعة قصة الحضارة) أبدى تعجبه من صفات الباطنيين التي لا توجد عند باقي شعوب الأرض ومن طبيعة العداء وشهوة الإيذاء تجاه البشرية.

غير أن تعجبه الأكبر كان من غفلة المسلمين عن هذه العدوانية (وهم أعرف الناس بأحوال الباطنيين) ومن انعدام حيطتهم لحضارتهم ومجتمعاتهم التي تعرضت وتتعرض لموجات دمار متكررة مصدرها فارس.

ا Durant لا يعاني من أوهام لذا وصف وبسهولة تامة الباطنيين بالجرثومة الاجتماعية التي تقتضي الوقاية في حين غاص المسلمون في أوحال الوهم وتعاملوا مع ظاهرة إيران (ومع التشيع) كحالة إسلامية وليس كحالة مرضية معدية تنتقل إلى مجتمعاتهم وتدمرها من الداخل.

الحجر الصحي هو علاج الأمراض المعدية ووجود إيران بين الأصحّاء جعل المنظومة الوقائية لمجتمعاتنا في حالة خلل دائم. 

هذا الخلل عمره ليس 45 عاماً (وصول خميني) وإنما منذ أن بدلت فارس دينها إلى الدين الحالي (التشيع) (900هـ/ 1500م) في ظروف دموية مشابهة لمحاكم التفتيش في الأندلس ومتزامنة معها 1496م وهي منذ ذلك الحين حامل “للمايكروب” الذي يهدأ في فترات ويثور في أخرى بحسب مناعة الجسد (الدولة المستهدفة) ويصبح معدياً ومدمراً وثورة ايران هي إحدى هذه الفترات.

عمر بن الخطاب (نظام الإنذار المبكر للأمة) تنبه إلى الحالة المرضية لدى الفرس التي أزالها الإسلام وأحياها ما يسمى التشيع فأوصى رضي الله عنه بالحجر الصحي لفارس [ليت بيني وبين فارس جبل من نار].

إيران لم تدخل بلداننا بانتصار عسكري، وإنما دخلتها بالمكيدة ولابد من حجرٍ (صحي) لمكائدها. التعامل مع إيران كحالة دينية وليس كحالة مرضية معدية يطلق أوبئتها ويديم الخلل الوقائي لمجتمعاتنا التي ستنخدع بخميني آخر بعد 100 عام يهدم مدنها من جديد لتبقى أبداً المكان الخرب الوحيد في العالم. 

حق الرد والتعليق مكفول للجميع من دون استثناء

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com