العام الثامن لحرب التحالف على اليمن.. ما له وما عليه

مشاهدةآخر تحديث : السبت 12 مارس 2022 - 11:35 صباحًا
العام الثامن لحرب التحالف على اليمن.. ما له وما عليه

* بقلم : عبدالوهاب العمراني

cfxUu18x - قريش

من يوميات الحرب يستنتج بداهةً أنه ثمة محاولة لتفخيخ اليمن بكل عناصر اللإستقرار، وجعل الأمل في عودة الحياة السياسية الطبيعية مستحيلاً. فقد انحرفت الحرب عن هدفها المعلن وكأن استمرارها فقط لتصبح نمط حياة يومية بمدى زمني مفتوح وبلا حدود وليس كأداة لحسم صراع يتعذر حسمه عسكرياً، وعلى هذا يبدو أن ستشهد في الأيام القادمة تحالفات جديدة لكنها لن تكون على طريق الحل بل على طريق استدامة الحرب ، الأمر الآخر كأن التحالف يريد ان يثبت عملياً في تفاصيل يوميات الحرب بأنها حربا يمنية سعودية ويدحض ما أعلن بأن مسوغات التدخل لإعادة الشرعية وبهذا ليس فقط سيلتف اليمنيون مع طرفي الانقلاب سوى في صنعاء او الانقلاب المستنسخ في عدن

 بل وحتى مستقبلاً بعد توقف هذه الحرب بشكل أو بآخر فالذاكرة اليمنية وإيقاع الشارع اليمني سيتمحور حول تداعيات وإفرازات الحرب المادية والمعنوية وستسخر إيران ذلك لعودتها بقوة بفضل هذا الحرب لليمن لاستغلال حالة الانتقام لمأرب واجندات إيرانية على عاتق شباب ومقدرات اليمن،بمعنى معاناة الشعب اليمني سيضل سواء في زمن الحرب او ما بعد الحرب

يتوقع الكثيرون من محللين سياسيين ومراقبين وأغلب الرأي العام بأن الأيام القليلة القادمة التي تفصلنا عن ذكرى عاصفة العجز ودخول الحرب العبثية عامها الثامن أن هذا العام سيكون منعطف مهم وغالبا للأسوأ.
 
جملة تطورات في الثلاث سنوات الأخيرة وبعد اتفاق ستوكهولم الذي حيد معركة الحديدة وبعد تثبيت الانقلاب المستنسخ في عدن بدعم التحالف ليتجذر الانقلاب الأساسي وبعد منع الانتقالي طائرة هادي من الهبوط في عدن وقصف الجيش الوطني الى جانب عشرات الحوادث فيما سمى بالنيران الصديقة وانسحاب ميلشيا طارق صالح من الحديدة لتكون لقمة سائغة لميلشيا 

الحوثي مقابل انسحاب الاخير من شبوه بسلاله.

  نحن أمام فرضيتين مؤكدتين هما ضعف هادي “ونائبه، وحكومته ورئيس البرلمان” وثلاثتهم فرضوا فرضا من دولتي التحالف وكلهم خارج اليمن، ولاءهم للأقليم بحكم الفترة الطويلة خارج بلادهم.


 
بعد انقضاء سبع سنوات حرب وتنامي الظاهرة الحوثية بعد إسقاط صنعاء أصبح الحل السلمي اليوم شبه مستحيل لعدة اعتبارات.
 
توازن الفشل لدى الأطراف وتوازن “القوة” ليس في مصلحة اليمن لأنه يطيل أمد الصراع، ما يستطيع الحوثيون اليوم عمله هو فقط إطالة أمد المعاناة وزيادة حقد الشعب وكره اليمنيين لهم، وبالمقابل غدا من المؤكد بأن رحيلهم لن يمر بسهولة ولكن سيتبعه تشريعات تجريم الحوثية ولن يفلتوا من العقاب.
 
السؤال المحير لكل غيور وملايين اليمنيين .. لماذا الشرعية تتعامل مع شعبها بهذا الأسلوب الفج وعدم المبالاة والإصرار على تناقص صلاحياتها وسيادة اليمن، وبما أن دولتي التحالف تنكل باليمن للعام السادس وتمنع الشرعية من العودة لما يسمى بالأراضي المحررة وهي أكثر من ثلثي اليمن .. وبالمقابل تمنع الجيش الوطني من تحرير صنعاء، وكذلك لم تحسم قضية الحديدة واتفاق ستوكهولم ونفس الأمر لاتفاق الرياض.
 
اينما توجهت شرعية الخذلان لا تأتي بخير .. سؤال كبير هنا يطرح نفسه إذا كانت الشرعية تعتبر التحالف قدرا مكتوب على اليمنيين وتحديدا الإمارات.
 
فلماذا لا تتصرف دبلوماسيا بإصدار بيان وقرار إخراج الإمارات من التحالف ومتابعته من خلال الأمم المتحدة وقطع العلاقات تماما حتى لا يبقى ذريعة للعبث بمصير اليمن سابقا ولاحقا، ولماذا لا تتصرف كما فعلت مع قطر بجرة قلم ،فبين عشية وضحاها غدت قطر دولة عدوة وأخرجت بسلاسة، وهذا يدل على أن السعودية هي من قررت على خلفية خلافاتها مع الامارات 

تجاه قطر، وقد أوعز لهادي بإصدار قرار إخراجها.
  نحن أمام فرضيتين مؤكدتين هما ضعف هادي “ونائبه، وحكومته ورئيس البرلمان” وثلاثتهم فرضوا فرضا من دولتي التحالف وكلهم خارج اليمن ولاءهم للأقليم بحكم الفترة الطويلة خارج اليمن.
 
وليس فقط مرتهنين، فهم يستمتعون بحالة الارتهان، فلو كانت عندهم ذرة من الوطنية لعادوا إلى ما يسمى بالمناطق المحررة التي أصبحت مرتعا للتحالف.
 
وكذلك بقية الأحزاب التي تماهت مع تآمر الإقليم ومن ضمنها قيادة الإصلاح وليس قواعده والذين يشرعنوا هادي وفي نفس الوقت يبقون ذريعة للاقليم والانتقالي بأنها حكومة الاخوانج، فهم بهذا أي الاصلاح يشرعن لفساد وارتهان وعمالة هادي  وشرعية هادي بدورها تشرعن حرب التحالف في اليمن.

السؤال المحير لكل غيور وملايين اليمنيين .. لماذا الشرعية تتعامل مع شعبها بهذا الأسلوب الفج وعدم اللامبالاه والإصرار على تناقص صلاحياتها وسيادة اليمن ، وبما ان دولتي التحالف تنكل باليمن للعام السادس وتمنع الشرعية من العودة لما يسمى بالأراضي المحررة وهي أكثر من ثلثي اليمن .. وبالمقابل تمنع الجيش الوطني من تحرير صنعاء وفرطت بالحديدة وتساهلت بانقلاب الانتقالي ليترسخ الانقلاب الاساسي 

 اينما توجهت شرعية الخذلان لا تأتي بخير .. سؤل كبير هنا يطرح نفسه اذا كانت الشرعية تعتبر التحالف قدرا مكتوب على اليمنيين وتحديدا الإمارات.
 
ذريعة للعبث بمصير اليمن سابقا ولاحقا .. ولماذا لا تتصرف كما فعلت مع قطر بجرة قلم فبين عشية وضحاها غدت قطر دولة عدوه واخرجت بسلاسة ، وهذا يدل على ان السعودية هي من قررت على خلفية خلافاتها مع الامارات تجاه قطر ، وقد اوعز لهادي بإصدار قرار اخراجها.
 
أي سيادة واي اهانة للشعب اليمني ، لم تبلى اليمن بساسة على هذا النحو سواء ما يسمى رئيس شرعي ونائبه ورئيس حكومته وكذا رئيس البرلمان كلهم يوالون دولتي التحالف اكثر من وطنهم وهذه الحقيقة بدون رتوش .
 
هل فكر احد بهذه الجزئية .. الى متى تضل الشرعية تشكو ميلشيا الحوثي والانقلاب المستسخ في عدن

 نحن أمام فرضيتين مؤكدتين هما ضعف هادي وارتهانه للإقليم تماما او يرغب في ذلك بدليل انه يمكنه ان يتصرف بأسلوب افضل سوى من داخل إقامته الاختيارية التي تجاوزت الارتهان ، او يستقيل من منصبه.
 
أما يريد يحظى بمزايا رئيس جمهورية ولو ضعيف وملعون ومكروه ويسوغ ويبرر للتحالف وكأنه يشرعنوا هذه الحرب العبثية التي بلا افق ضد بلاده


 تسببت هذه الحرب في أضعاف السيادة اليمنية بتدخل التحالف الفج في تفاصيل الحرب وارتهن القرار اليمني الذي كان مسلوب الإرادة أصلا في حقبة الرئيس السابق ولكن حاليا بصورة مفرطة مفضوحة ، سواء للحكومة

الشرعية او طرفي الانقلاب في صنعاء وعدن.
 
ويحاول التحالف ان تنتهي الحرب باتفاق سلام هش وربما ان دول الجوار اليمني وتحديدا السعودية على استعداد للتعايش مع الحوثي مفضلة ذلك على 

قوى يمنية حلمت بالتغيير وقادة ثورة 11 فبراير.
 
بالطبع هكذا سيناريو محتمل في حال ابرم اتفاق بعد سلسلة مفاوضات وتفاهمات سعودية حوثية قد تتعهد آنذاك ما تسمى بسلطة ” الأمر الواقع ” في صنعاء  بالتخلص من الأسلحة الإستراتيجية التي تهدد الداخل السعودي وتأمين الحدود بضمانات الأمم المتحدة ربما ودولا كبرى وهي التي تماهت مع تمدد الحوثي نكاية بالسعودية لاستغلالها . وهذه الدول الكبرى في مقياس العلاقات الدولية نظريا حليفه للرياض !
وبالمقابل الاعتراف بالحوثي ، سيكون ذلك للأسف أهون للسعودية من إسناد الشرعية  التي وثقت بالتحالف ولمصلحة السعودية نفسها ، ولكن كما قال خامئني بأن من حسن حظ إيران خصومها أغبياء !
 
وإجمالا في حال افترضنا انتهت الحرب خلال هذا العام او الذي يليه وهذا مستبعد لكن انتهاء الحرب شئ وإحلال السلام شئ آخر

وبداهة فأن حرب ستلد أخرى طالما قد تجذر الانقلابين .. سوى في صنعاء او عدن وهي رؤية الإقليم عربا كانوا او عجم

 كاتب يمني وسفير في الخارجية 

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com