الموعد  المؤجل  بين السعودية وإيران بات وشيكاً

الموعد المؤجل بين السعودية وإيران بات وشيكاً

آخر تحديث : السبت 12 نوفمبر 2022 - 12:10 مساءً

 بقلم :المراقب السياسي 

 ماجرى من مفاوضات تحت رعاية الحكومة العراقية السابقة بين ايران والسعودية في بغداد، يدور في مجال ثانوي ،ليس له علاقة بالتصعيد الجديد الذي تفجر بين البلدين في عقب الاحتجاجات الشعبية في ايران بعد مقتل الشابة الكردية مهسا اميني..

 إيران تتهم السعودية مع أمريكا وبريطانيا وإسرائيل بمحاولة اشعال الفتنة وتأجيج الشارع ضد الحكم الإيراني. وتستند ايران في ذلك الى قيام تلفزيون ايران انترناشيونال ذي التمويل السعودي من لندن، بتبني مطالب المتظاهرين وكشف ما يجري من انتهاكات في ايران، لاسيما المطالبة بعدم فرض الحجاب، ذلك الامر الذي لم يعد داخل السعودية من أولويات السلطة بعد ان شملته الإصلاحات التي أطلقها الحاكم الفعلي الأمير محمد بن سلمان.

الحرس الثوري هدد صحافيتين تعملان في تلك القناة بالقتل على الأراضي البريطانية بحسب ما أعلنته مصادر رسمية في لندن، لكن كل ذلك لا يصب في خطط ايران في الرد على ما يجري ، إذ انّ هناك وسائل أخرى ستلجأ لها ، لا تعرّض سمعتها الى مزيد من التهتك على الصعيد الدولي اذا ما أقدمت على اغتيالات في لندن او اسكتلندا عندما هددت المصارعة الإيرانية هناك.  الوسائل المتاحة في يد ايران، هي تثوير أدواتها الفاعلة ضد السعودية، من خلال مليشيات الحوثي في اليمن او مليشيات تحت أوامرها في العراق، فضلا عن تحريك أوراق شيعية في السعودية، ربما ظنت الرياض انها مطوية ولم تعد قابلة للفتح. كما انّ ايران قد تصعّد في استهداف أي هدف امريكي في مياه الخليج تحت ذريعة خرق المياه او الأجواء السيادية.

 ما يجري في ايران  ليس قليلاً في حجمه لأنه قابل للنمو والتوسع ، وانّ السلطات الإيرانية تعرف دلالة الدعم الدولي للاحتجاجات لأن هذا يذكّرها بنفس الظروف التي جاء بها مؤسس الجمهورية الإسلامية الراحل اية الله الخميني، حين اشتعل ،عدة شهور، الشارع الإيراني ضد الشاه السابق ثمّ حطت طائرة الخطوط الفرنسية  في شباط 1979في مطار طهران حاملة على متنها رمز الإنقاذ في ساعتها ،الامام الخميني ، في حين كانت إذاعة بي بي سي تلعب دورا أساسيا في نقل الاحداث والتطورات، بما جعل الإيرانيين يتعلقون بسماع كل جديد يخصهم عبرها في زمن كان للإذاعة الدور الحاسم في الاعلام قبل عصر الفضائيات، وجرى في إثر ذلك تأسيس نظام جديد في طهران.

ما تخشاه ايران هو أن تكون هناك ورقة أخرى من كتاب الاحتجاجات لم يتم نشرها، وخاصة في إقليم عربستان- الاحواز- حيث الساحل النفطي، الأكثر استعدادا للانفصال بحكم العوامل الجغرافية والتاريخية والدولية، مع مفاجآت ممكنة تصحب عودة نتانياهو الى السلطة في إسرائيل

لكنّ ذاك كله، سيكون أقل بكثير من إمكانات الحرس الثوري على قمع الاحتجاجات قمعاً دموياً في النهاية، لاسيما ان طهران تحاول  تسليط الضوء من جانب اخر على الاحتجاجات بوصفها ذات خروقات قانونية وجنائية ، عندما وجّه القضاء الإيراني السبت 12 نوفمبر الى 11 موقوفا بينهم امرأة، تهما تصل عقوبة بعضها الى الاعدام، لضلوعهم في قتل عنصر أمن قرب طهران هذا الشهر على هامش الاحتجاجات التي أعقبت وفاة مهسا أميني. 

 غير انّ في الجانب الاخر من المشهد هناك مخاوف إيرانية ليس لها مصدات إذا اشتعلت الثورة الشعبية المضادة لولاية الفقيه في جميع أجزاء إيران في آن واحد. وهذه المرحلة ليست قابلة التحقق في هذا التوقيت، إلا تحت ظروف وتطورات مفاجئة، ربّما دولية أو داخل مؤسسة الحكم.

لكن المؤكد هو اقتراب موعد المواجهة المؤجل بين ايران والسعودية.

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com