العالم رهين الكمامة كتاب للاعلامي المغربي الحسين مجدوبي

وباء فيروس كورونا فرض على العالم الانتقال من ثقافة المطبعة التي جاءت بدورها غداة الوباء الكوني الطاعون الأسود إلى الثقافة الرقمية من خلال الإنترنت

الرباط – قريش

صدر حديثا للاعلامي المغربي الدكتور الحسين مجدوبي، المقيم في بريطانيا مؤلف باللغة الفرنسية موسوم بـ  “كورونا فيروس: العالم رهين الكمامة” ، من القطع المتوسط ، 160 صفحة، عن دار نشر حديثة متخصصة في النشر الرقمي. فضلا عن ذلك صدر الكتاب في مواقع رقمية مثل أمازون الإسبانية هذا في الوقت الذي سيصدر فيه الكتاب قريبا ورقيا، ورقميا عن “دار النشر ليترمي” في مدريد .

ويبرز المؤلف الجديد للاعلامي الحسين مجدوبي، التطورات التي تواكب فيروس كورونا منذ ظهوره الى نهاية سبتمبر/ أيلول الماضي، ويعالج قضايا متعددة فرضها الفيروس، وعلى رأسها عدم استعداد العالم لمواجهة وباء متوسط مثل كورونا الذي يبقى دون خطورة فيروسات مثل إيبولا، وقد فرض الفيروس على العالم ما يشبه الحرب العالمية الثالثة، حيث مس كل الشعوب بدون استثناء وفرض أول حالة استثناء في تاريخ البشرية من خلال الحجر الشامل.

تجدر الاشارة فالحسين مجدوبي في مؤلفه الذي يعتبر قيمة مضافة للخزانة المغربية، يرصد بعين ثاقبة وفاحصة ، دهشة العالم وهو يرى كيف لم ينجح العلم في مواجهة الفيروس في وقت يعتقد الإنسان أنه تجاوز كل العقبات بعد وصوله إلى القمر وتخطيطه الوصول الى المريخ وفك شفرة الجينوم. 

وأبرز الاعلامي الحسين مجدوبي أن نتيجة العجز في مواجهة العالم لفيروس كورونا، “قررت الدول الحجر الصحي ومعه بدأ تغيير نمط الحياة تدريجيا من خلال التعليم عن بعد، والعمل عن بعد في عدد من القطاعات والدبلوماسية عن بعد”. وبهذا، يقول المجدوبي “فرض فيروس كورونا على العالم اللجوء بكثافة الى الإنترنت”، ليصبح هذا الوباء المنعطف التاريخي بالانتقال من ثقافة المطبعة التي جاءت بدورها غداة الوباء الكوني الطاعون الأسود الى الثقافة الرقمية من خلال الإنترنت. 

من جهة أخرى ، يركز الكتاب في الوقت ذاته، على الشرخ الذي سيتعمق أكثر بين الدول الغنية والدول الفقيرة، فالأولى ستستطيع إعادة بناء اقتصادها، بينما الثانية ستغرق في الديون الخارجية، مما سيترتب عنه أكبر عمليات النزوح. 

ويتوقف الكتاب عند فضيحة مجلة “ذي لانسيت” التي تعد أهم مجلة طبية في العالم وكيف تعمدت نشر بحث علمي مزيف حول عدم صلاحية كلوروكين في مواجهة كوفيد-19، أي المرض الذي يتسبب فيه هذا الفيروس، ويعتبر أن هذا الإجراء هو عمل إجرامي الهدف منه هو خدمة مصالح الشركات الطبية الكبرى.

ويبقى أهم فصل في الكتاب هو التطورات جيوسياسية التي بدأت تترتب عن هذا الوباء العالمي من خلال التسبب في الحرب الباردة الجديدة بين الولايات المتحدة والصين، حيث بدأت تحكم على دول العالم بالرهان على الاستقطاب. 

ويعتبر أن الصين خرجت حتى الآن منتصرة بسبب نجاحها في تجاوز الفيروس رغم أنه ظهر في أراضيها

وفي الفصل الأخير من الكتاب بعنوان “نحو أجندة كونية” يبرز المؤلف بما أن الفيروس فرض على شعوب العالم نمطا جديدا من الحياة لاسيما بعدما لم تكن الخدمات مؤهلة لمواجهة وباء عالمي بسبب سياسات التقشف والخوصصة، يطلب من هذه الشعوب ضرورة التفكير في أجندة موحدة تتعلق بالبحث العلمي ومواجهة الفوارق الاقتصادية بين الشعوب اعتمادا على أن مصير الإنسانية هو مصير مشترك.

وتجدر الاشارة فالحسين مجدوبي صحافي مرموق وقاص، ودكتور في علوم الاعلام، صدرت له عدد من المؤلفات في حقل الاعلام فضلا عن مجموعة قصصية وهي كالتالي : 

–     “سبتة ومليلية الآفاق المستقبلية” باللغة العربية.

–     “ما وراء مضيق جبل طارق-ا لانتقال الديمقراطي الإسباني والمغرب بالعربي” باللغة العربية.

–     “ثورة الكرامة: الربيع العربي” باللغة الإسبانية.

–     “الوصية السابقة” مجموعة قصصية.