ندى الحاج شاعرة لبنانية.. يومَ ارتدت الشمسُ روحَها والبحرُ كان سماويّاً

ندى الحاج شاعرة لبنانية.. يومَ ارتدت الشمسُ روحَها والبحرُ كان سماويّاً

آخر تحديث : الإثنين 30 نوفمبر 2020 - 12:01 مساءً

سرُّ الحضور

ندى الحاج

0 1 - قريش

شاعرة من لبنان

خطوةً خطوةً يطويها الزَّبَد

خطوةً خطوةً أُمهِّدُ لكَ

تَسقيني سرَّ الحضور

بتَوهُّجِ وسِرايةِ البرْق

ولا يعودُ الكونُ كما كان…

يومَ  صارَ الشجرُ دائرياً، والبحرُ سماوياً 

وارتدتْ الشمسُ روحي

انعتقتْ نفسي إليكَ

أن أحِبَ كما أحببتَني

وتتدفّقَ في أعماقي أنهارٌ حيَّة

أن أعطيَ كما أعطيتَني

إليكَ أصيرُ، ومنكَ أفيضُ 

أَسبِغْ عليَّ نورَكَ، ولأنسكِبْ في بهائِك 

أنا الصاحيةُ في بيتكَ ليلاً نهاراً

لا البابُ موصَداً، ولا النوافذ

تخشعُ الشمسُ أمامكَ، فتُصعَق

ويتصوَّفُ القمرُ عِشقاً، فيختفي

والقلبُ الموصولُ يبحثُ عنكَ في خفْقِ الوجْدِ… 

كما خلقتَني وتلمسُني

أرمي عندكَ ذاتي، وأعرفُ أنكَ يقيني

لن يتوقفَ لُهاثي حولَ عرشِكَ

حتى تضمَّني بين جواهرِكَ

أسافرُ على أجنحةِ المعرفة

بلا وسيطٍ ولا دليلٍ سوى إشارةٍ منكَ

تلك المتدَثِّرةُ بطيّاتِ الوعي

والآمنةُ في اللاوعي

والغابِرةُ في أعماقِ الكيان

إشارةٌ منكَ تعبُرُ المجهولَ والمعلوم

تُوحِّدُ الظاهرَ والباطن

وتسبحُ الأفلاكُ في أزليّةِ القلوب… 

كما رسمتَني وتحفظُني

أُجدِّدُ لكَ بالحروفِ والأذكار

بالتهاليلِ والترانيم

بالصمتِ والهُتاف

وبكل ألوانِ الصفاء 

وعودي النائمة في فراديسِ الخليقة.

قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن

(من ديوان “عابرُ الدهشة” منشورات المتوسط – إيطاليا 2020)

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com