محمد بودويك شاعر مغربي.. مستهام بامرأة تعبر انتظاره

محمد بودويك شاعر مغربي.. مستهام بامرأة تعبر انتظاره

آخر تحديث : الأربعاء 29 مايو 2019 - 10:37 صباحًا

سَيِّدةُ العناصرِ والكائناتِ

محمد بودويك

thumbnail image BOUDOUIK - قريش
محمد بودويك

شاعر من المغرب 

في إثْرِكِ

النَّحْلاتُ، سطورٌ راقصاتٌ

خافقاتٌ بالسوادِ العَذْبِ،

يَرْتشِفْنَ العطرَ المَصْبوبَ

رَشْفةً..

رَشْفَةً،

من بستانِ فستانكْ

يَتَنَشَّقْنَ البياضَ

الرَّافلَ فيكِ

شَهْداً

يصيرُ

غَداً – في

ثُغاءِ الأيام، ناياً

لِرَعاياكِ، ورُعْيانِكْ..

وأنتِ، تعبرين انتظاري

مسرعةً، كسنونوةٍ

مُتواريةٍ في الشَّدْوِ

تتأبطُ الريحَ،

بَهيّةً مثلَ زَهْراتِ لَوتِسْ

يُغَنّينَ، طافياتٍ على

بحيرةٍ ماؤُها بنفسجيٌّ

في جزيرة تَأْتلقُ

بالحجر الرَّشيدِ،

بالخلاخلِ المسحورةِ،

بالأسورةِ – الذهبِ،

وبالطيورِ.

الشَّجَراتُ هاتفةٌ بالأخضر الظليلِ،

والأصفر المُتَّقدِ البليلِ.

الأقواسُ الغامزةُ ضاحكةٌ

كَخَطْوِكِ الرَّفيقِ يمشي

على قَطيفةِ العين،

ورَمْشِ القلبِ..

ودمُ المسافةِ المتواثبُ

بالابتهال والنشيد

لكْ.

thumbnail zahrat orkide - قريش

البحار ضَاجَّةٌ ومعتكفةٌ

لَكْ.

أصْدافُها الكريمةُ، وَغَرْقاها

وأسرارُ رُؤاها

لَكْ.

الشمسُ مَرِحَةً تشرقُ

لاَهيةً تَغْرُبُ

ظامئةً، من مروج

الَّلآلئِ، تشربُ

لكْ.

الورود والزهرات صَفّا .. صَفّاً

والنَّحْلاتُ مُتَعْتَعَةٌ

دائخةٌ بالعسل المجلوب

لَكْ.

الكَرْكراتُ في الحقول ..

أمواجُ السنابلِ المتهادياتِ ..

جُزُرُ الفتنةِ،

الغرقى في الضوء والهمس،

وَقُبُلاتِ النسيم الرّائقِ

لكْ.

التغاريدُ ساكنةٌ مُسَبِّحَةٌ

كرُضابِ النَّاهدِ العطشى،

من ناياتٍ،

العنادل، والبلابل، والهزارات

لك.ْ

الدنيا، كلها، أجنحةٌ خافقةٌ،

رَفْرَافةُ،

مُسْدلةٌ.. مُسْبَلَةٌ،

كثيفةٌ، وناعمةٌ

لكْ.

وأنا لكْ

وهذا الفَلكْ

ومالِكٌ وَمَا مَلَكْ،

فأَغْمِضي عينيكِ

وَاتْبَعيني.. !.

أَمْجادُ مِهنٍ مَنْسيةٍ

أيتها الفاتنة،

إنني مولع بك

كما السجين بنسمة الحرية،

مع أنني بائع خرداوات،

ومهرب أعضاء بشرية.

وكنت – في ماض قريب –

غسالا للموتى،

وقد أنتهي عشابا

بحانوت مركون

في اسواق شيراز،

أو

جامع قمامة صباحية

في مدن تأكلها الحرب

والغارات الليلية.

أو

متوسلا

–    فقط –

بين الاثنين والجمعة،

لا أمد يدي مستعطيا

إلا للنساء.

أو

إسكافيا

يرفو

ثوب الأبدية الممزق

فوق فوهة بركان

يتميز من الغيظ !

-فماذا ترين؟

وُصـولُ الملكةِ

جئتِ ..

عند مدخل المقهى وقفتِ.

هل رأيتِ

كيف غرَّد الكأسُ في يدي

وكيف،

حين ضحكتِ،

صَفَّقَتِ الموائدُ

وارتعشتْ

زَهْراتُ الأورْكيدِ

في المِزْهريةِ

على إفريز النافذة.

حتى المُقْتَهون رقصوا

حتى لوحاتُ خْوانْ مِيرو وبولْ  كْلِي

نَطقتْ :

-أهلا بالضوء يمشي

بين الأرائك والكراسي

حنجرةَ نايٍ

في الهواء الجديدِ.

أهلا بالمليكةِ

تَخْطُرُ

في مِخْمَلِ النشيدِ

وترقص هَوْناً كالموسيقى

على صفحة القلب.

أرأيتِ

ماذا يفعلُ حُضورُكِ

بالوجودِ؟

وكيف، مُفَتَّتاً،

أفتشُ عن وجهي

بين القصائد،

لعل واحدةً تُرضيكِ

وترفعكِ :

-الشهيةَ بين الورود،

البهيةَ كالفجر الوليد،

الساحرةَ كالشدو

في منقار الوجود.

جئتِ.

فكل الدنيا جاءتْ،

رَافِلَةً ميَّاسةً

مثل زهرِ القَرَنْفُلِ،

في موكب نور وعيد

تُمَرْجِحِين لؤلؤا فضيا

وتنورةً من عاجٍ

تُرَفْرِفُ كمِثْلِ صَفيرِ ريحٍ

وَغَمْزِ أقواسٍ قزحيَّةٍ،

أسمع فيها شَهقاتِ الذهب،

أشم رذاذ الغيث،

ووشوشة الأزهارْ

الهَـزَارْ

في الخطو الراقصِ الرشيقِ،

يقودك – مَمْسوساً-

إلى

الحـفـــلِ.

تَعَالَيْ نَلْعبْ :

الإغماضةَ والخُذْروفَ،

ونحن نثواثبُ على

حبالِ الشهوة،

وشفةِ النهر الثرثارِ.

بِنا عَطَشٌ يَضْحكُ،

وقيثارةٌ أندلسيةٌ في

دَمِنا تَشْدو.

أنا طارقٌ الذي أَحْرَقَ

السفنَ من أجلكِ

وَأَوْمأَ للبحرِ أنْ

يرتفع حتى لا أعدو

وماذا بَعْدُ !؟

نص شعري خاص لصحيفة قريش- ملحق ثقافات وآداب- لندن

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com