“بنت عبد السلام”.. قصيدة للشاعر المغربي الزبير خياط

“بنت عبد السلام”.. قصيدة للشاعر المغربي الزبير خياط

آخر تحديث : السبت 29 يناير 2022 - 9:18 صباحًا

“بنت عبد السلام”

الزبير خياط

________________

شاعر من المغرب

 

“بنت عبد السلام”

 

إلى روح الشاعر الكبير عبد السلام  بوحجر

 

هل  تُبادِلني  الشعرَ  يا  صاحبي ؟

هَاكَ ” وقتيَ ..

                بين  المديحِ  وبين  الرثاءِ”

و هاتِ “مَهَا” !

قال : خُذْها .. وَلَنْ ..

لن  يُصَدِّقَكَ  الناسُ  يا  صاحبي

فَـ “مها”  بنتُ  عبدِ  السلامْ .

أنتَ  تعرفُ  كيف  يُرَبِّـي  أبٌ  بِنْتَهُ

كنتُ  أَهْدَيْـتُهَا

–        قبلَ  مولدِهَا  أَمْسِ-

خَمْسَةَ  عَشْرَ  جِنَاساً ،

وكلَّ  استعاراتِهَا .

ثم  لن  تستطيعَ  قِرَاءَتَهَا

سوف  تُخْطِئُ  في نَبْرَةِ  الصوتِ ،

تَجْهَلُ ..

كيف  تَمُدُّ  يديكَ  لِجُمْهُورِهَا ،

فـ “مها”

ليس  يقرأُها  غيرُ  عبدِ السلامْ .

ثم  يا  صاحبي لـ “مها”  إِخوةٌ

“رقصةُ  الوصلِ”  ثم ” طقوسُ الْمَليكَةِ ”

لا  يُشبهونَكَ

فالقصائدُ  مِثْلُ  بني  آدمٍ

هيَ  تُشْبِهُ  في  الدمِ  آباءَها !

دعكَ  منها ،

وضع  يَدَكَ  الآن  في  جبهتي ،

اُتلُ  لي

ما  تَيَسَّرَ  عن  شاعرٍ  مُهْمَلٍ

جاهليٍّ

على  طللٍ  لحبيبتهِ

أو  حديثٍ

يُعَدِّدُ  خَيْبَاِتهِ ،

لا  أريدُ  الكبارَ

فقد  أخذوا  حَقَّهُمْ .

قلتُ  عفواً ،

 أما زلتَ  في  الشعرِ ؟

خِلْتُكَ  أُنْسِيتَهُ ؟

قال :  نصُّكَ  في  الـمُتدارَكِ

مثلُ  “مها”

أَذْكُرُ  الآن  كلَّ  زِحَافَاتِكُمْ ،

 وأراكُمْ  وما  تَسْطُرونَ

فأنتَ ” الزبيرُ”

وتلك  “أمينةُ”  في  فاسَ

تجمعُ  سَجَّادةً

بعدما  أَكْمَلَتْ  لي  الدعاءْ .

حسنا،

قلتُ  أنتَ  بِخَيْرٍ  إذنْ

لم تَعُدْ  تذكرُ  الظبمَ

قال :  وما الظلمُ ؟

هل هو بَحْرٌ جديدٌ  بِأَوْزَانِكُمْ

أيها  المحدثونَ ؟

أنا ما  أزالُ  هنا شاعراً

وقليلونَ  مثلي

ففي  الموتِ ،

ليس  سوى  الباذخينَ

قرأتُ  عَلَيْهِمْ  “مها”

ودخلتُ  بِهَا  حَضْرَةَ  الشِّعْرِ

خلفي  تَساقَطَ  كُلُّ  الغُثاءِ

فليس  هنا  ناقدٌ

سيقدِّمُ  قبلي  جَمِيلَتَهُ  في الدخولِ

“مها”  صكُّ غفرانِ  هذا  المقامْ .

صاحبي

طِبْ  أنا  الآنَ  في  خيرِ  حالٍ

سوى  الشوقِ ،

في  الموتِ  نَشْتَاقُ  أكثرَ

نقرأُ  سِرَّ  القُلُوبِ ،

نَرَاكُمْ  متى  تَدْمَعُونَ

فبلِّغْ أحباءَ قلبي السلامَ ،

أراكُمْ  قريبا

إذا  أَسْعَفَتْ  زَحْمَةُ  الوقتِ  مِنكمْ ،

أراكُمْ  إذا  جئتُ  في  بَالِكُم

حِينَهَا  في  المنامْ .

زايو 1 يناير 2019

* “مها” : من روائع الشاعر عبد السلام بوحجر .

* ” وقت بين المديح والرثاء” : أحد دواويني الشعرية

*”رقصة الوصل” و “طقوس الملكة” : قصيدتان للشاعر عبد السلام بوحجر

 

_________________________________

 

 قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب /  لندن

كلمات دليلية
رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com