ورطة بقبو الجد… قصة قصيرة

ورطة بقبو الجد… قصة قصيرة

آخر تحديث : الإثنين 29 أبريل 2024 - 11:39 صباحًا

    قصة قصيرة                        

                               

index.php  2 - قريش

عبد الحكيم البقريني

/ المغرب

     كان الوقت قد قارب منتصف الليل حينما أراد إعادة صياغة موضوع إنشائي، عجز عن إنجازه صباح سبت أخير من شهر أبريل بارد.

     قاده قدره الليلي لغرفة بالقبو عمل والده على تخصيصها لأغراض جده المتوفي قبل عشر سنوات. كل ما فيها عريق، ويعبق بأصالة مغربية عريقة،.

كان كباقي الزوار يستمتع بشروحات الوالد وهو يقدم نبذة عن كل تحفة يزخر بها المتحف العائلي. قال: لعلني أجد المطلوب بكتاب تلاصقت صفحاته، نثر ما علق به من غبار سرعان ما تحول لدخان بكل الألوان، فتعالت الأصوات من حوله. أجسام ضخمة، ومن فرط ضخامتها أصبحت تمشي على أربع، أو تتكور ككرات ثلج بمنحدر. احتجز، وقدّم للمحاكمة أمام ملكتهم المولعة بجمع الكائنات النادرة، والتهمة عدم القدرة على كتابة موضوع إنشائي بعد تسع سنوات دراسية. ارتفع اللغط والتصفيق وحركة الأجساد، ذلك أن هذه المخلوقات تعبر بتحريك أجسادها.

كانت المحاكمة بمثابة حفلة رقص، الكل يتحرك، ويتمايل، ويتموج. كان الحائر الوحيد بين الحضور، تقذفه هذه المخلوقات الضخمة حيث تشاء، ويترقب مصيره المجهول. أقبح به من موقف! فيا أيها الحل، هل من منفذ؟ فجأة تعالى صوت الرعد وسطع برق شديد انقطع معه التيار الكهربائي، تعالت الأصوات أكثر، وقاده الرفس والرقص ليجد نفسه داخل صندوق خشبي وضع بزاوية الغرفة، أشعل فانوسا زيتيا كان من أغراض الجد، لتخفت الأصوات، ويتراجع الدخان الملون من حيث انطلق، فانطلق نحو سريره مسرعا، متصببا عرقا وقد غالبه النوم. 

      صباح الغد، وعلى مائدة الإفطار حكى لأفراد أسرته ما تعرض له، فتناسلت الأسئلة والتي كانت تعتبر الأمر مجرد حلم، في حين اكتفى الوالد بالتأمل والإصغاء.

رابط مختصر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com