هناء محمد راشد شاعرة من اليمن.. تهرب من أسلاك شائكة تحاصر روحها ؟

هناء محمد راشد شاعرة من اليمن.. تهرب من أسلاك شائكة تحاصر روحها ؟

آخر تحديث : الجمعة 7 أكتوبر 2022 - 8:27 مساءً

تعرضت لحادثة سريالية/ وتحدثت مع بائعة السمك

هناء محمد راشد

Hanaa mohamed rachid 1 - قريش

شاعرة من اليمن

قصيدة-1

تعرضت لحادثة سريالية

تهشمت ذاكرتي … تقاسمتها قوى الحنين

نسيت نصا في حاوية البؤساء

لقيت الكثير هناك من الأدباء والشعراء

وقطاع الطرق ،

 قطاع الطرق الذين يضحكون بملء إرادتهم لرؤيتنا 

ويتركون لنا المدن الفارغة من الحياة .. الفارهة 

….

أتجنب السباحة في الكلام المبتذل

أخاف أن أغرق في جرة الكذب

و أتهم بالجنون 

أنا السجينة الخامسة أيها الغريق في حب الوطن .. 

….

أنا السفينة التي رحلت 

تركت أشرعتي على كتف الفزاعات

راودت العصافير للرّحيل على أغصان أحلامي 

تعلمت منها كيف أطير دون أن تصيبني رصاصة 

….

تعج الفوضى قلبي 

تحك الحكايا منقار شغفي

والفتات يأكله صمتي

فيكبر ….

ويكبر جناحي …. إلى أين أهرب والأسلاك الشائكة تحاوط روحي ؟!

…….

تكمن مشكلتي بأن تعاملت مع الاشباه

أشباه البشر الذين لم يقتلوني ولم يتركوني احيا

أشباه المسافات التي أصل ولم أبتعد

أشباه الليالي التي لاأنام بها ولم أسهر دونها

أشباه النهارات التي لا تضيء ولا ينجلي عنها الخوف

الموت الذي بداخلي يغيبني عن الحياة 

أنا التلميذة المجتهدة التي تعتني بدفتر الذكريات المأهول بالأمل ،،

قصيدة – 2

أريد أن أخبرك بآخر المستجدات منذ ضياعك 

ذهبت اليوم لسوق الخضار واشتريت كيلوغرامات من الألوان

تحدثت مع بائعة السمك 

وتعلّمت منها كيف تخفّف البحر من الوزن 

حملت كيساً من القشّ ووضعت فيه كلّ الأحجار التي صادفتني وأغرتني بصمتها 

أشرت لسائح أضاع زوجته عن وجودها في ساحة الكتب

تبادلت السلام مع أم وحيد التي لم تنجب أبداً

تحدثنا عن مسيرتنا النضالية في الماضي .. تذكّرنا روعة الأيس كريم حينها وماحولنا ينادون بالشعارات المبتذلة التي تغني وتسمن قادتها 

وسألتها عن النهر الذي كان يمر أمام منزلهم 

لتخبرني بأنه تحوّل لمقبرة 

عدت للبيت وأنا أفرغ حمولتي 

وتذكّرت أني نسيت شراء الببغاء من رصيف العصافير 

أخاف أن أفقد ذاكرتي ولا أجد من يسندني لأتذكر اسمي 

اسمي الذي رهنته عند بائع الورد …

تذكرت أن أسألك …

هل وصلت زهور الاقحوان في ذكرى ميلاد فراقنا الستين

أتساءل كل يوم هل لا زال عنوانك كما هو ولا زلت تقطن في شارع الحرية …. ؟

أتساءل لِمَ لا تكتب لي ؟

هل الموتى أيضاً لا يسمعون كُلَّ هذا الضجيج بداخلنا عندما نحدّثهم ! ،،

القصيدتان خاصتان لصحيفة قريش –  ملحق ثقافات وآداب – لندن

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com