منَاعة.. أقصوصة للكاتبة المغربية سعيدة لقراري

منَاعة.. أقصوصة للكاتبة المغربية سعيدة لقراري

آخر تحديث : الأربعاء 17 أكتوبر 2018 - 7:18 مساءً

 

منَاعة

 thumbnail Saida Lakrari  - قريش

سعيدة لقراري

________________

قاصة من المغرب


عاد ذات مساء، وهو يحمل رخامة، جلس في بهو البيت، وضع الرخامة أمامه، نحت عليها اسمه وكل ما يُنحت عادة على شاهدات القبور ، ما كان مختلفا عن هاته الأخيرة، أنه نحت أيضا صورته  وهو يبتسم..

مذهولة، تقف بجانبه، تسأله :

كغراب  يبتسم لك أرى هاته الرخامة بين يديك!

ينظر إليها مطَمْئِنا ثم يقول:

لوحة تخرج عن العادة، أليس كذلك؟ .. يبتلع ريق بعض الكلام ، ثم يضيف:

أنت تعرفين أني نحات وأحب أن أبدع فيما أفعل..

قلق ثقيل يجثم على صدرها، وصمت حزين  يجعلها تتوقف عما كانت تقوم به من أعمال،

لتكتفي بمراقبته من بعيد، والذهول يتملكها..

في اليوم الموالي، وبعد أذان صلاة الفجر بقليل، تستيقظ منزعجة، على وقع صوت سقوط

شيء  ثقيل بغرفة أحمد،  والتي  تعلو غرفتها..

حافية  القدمين، نصف عارية ، تصعد بسرعة إلى مصدر الصوت..

تفتح الباب، لتصعق بما ترى..

كل الغرفة طلاها أحمد بصباغة سوداء اللون، السقف، الجدران، وحتى الواجهة الداخلية من

الباب..
بصوت يرتجف هلعا، تنادي..وقدماها على حملها لا تقويان

-أحمد..أحم..
أحمد، خلف الباب، إلى جانب كرسي خشبي قديم، ملقى، وحبل من الثوب يحكم الالتفاف حول عنقه..

 

________________

 

خاص لصحيفة قريش/ ملحق ثقافات وآداب  لندن

 

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com