تحقيق مصور- نداء من معبد الشمس في الاندلس

تحقيق مصور- نداء من معبد الشمس في الاندلس

آخر تحديث : الإثنين 12 ديسمبر 2022 - 1:32 صباحًا
image1670697034265.png

كتابة و صور: توفيق رفيق آلتونجي

اتسائل احيانا، لماذا لم يكن نومي طبيعيا أبداً خلال السنوات الاخيرة؟  إذ أخوض تجربة حياتية جديدة في الاندلس، بعد مرور خمسين عاما على مغادرتي لوطني، العراق. السن له تاثير ولكن كثرة الهموم والمشاكل المحيطة بنا تكون مادة دسمة لاحلامنا وكوابيسنا اثناء النوم، اليس كذلك؟

المهم قارئي الكريم، تعال معي في جولة و سفرة نعود 

image1670697034389.png

فيها بالزمن الى انسان الكهوف والمغاور. قبل ما يقارب الخمسة دهور ،  والدهر كما تعلمون الف عام.

حين شاهدت للمرة الاولى قبل اكثر من خمس سنوات خلت برنامجا تلفزيونيا على القناة التلفزيونية الثانية الاسبانية وهي القناة الرسمية، برنامجاً وثائقيا حول احد الاكتشافات الاكثر غموضا في ربوع الاندلس، ساورني شعور بالتوجس والخوف. وقلت في نفسي:

ربما نحن لا نعرف الكثير عن انسان عاش قبل خمسمائة عام، وتساءلت في نفسي قائلا : 

image1670697034413.png

ماذا يوجد من اسرار مدفونة تحت التراب خاصة في مهد الحضارات، بلاد الرافدين وبلاد النيل القبطية ( مصر الفرعونية).

 كان البرنامج حول مقبرة في مدينة ( انتكيرا) وربما تاتي التسمية من كلمة ( انتيك ) اي القديم في اليونانية وهي قريبة من مدبنة ملقا (الملتقى)عروسة البحر الابيض المتوسط وملتقى الثقافات و الشعوب. هذا المكان الذي اكتشف قبل قرنين من الزمان يحمل بين جدرانه خفايا غامضة تعود لعصور و دهور خلت. حين كان الانسان ربما يعيش في المغاور والكهوف.  يرجح الباحثون الاثاريون انها اي المقبرة ( لا توجد دليلا قطعيا على ان المكان كانت مقبرة. لعدم اكتشاف اي عضام او هيكل عظمي بشري او غير بشري). كهوف 

image1670697034442.png

صناعية بنيت قبل خمس الاف من السنين، من الحجر. تحول المكان مع الزمن الى تلال ومرتفعات. يعتقد بان المكان كان مقبرة لكني اشك في ذلك لوجود امور كثيرة داخل المقبرة مثيرة للتسائل. قد يكون معبدا يقدم فيها القرابين. الغريب بان مكتشفي المكان لم يجدوا اي اثر لعظام بشري في المكان ، كما اسلفت. المكان هي عبارة عن تلتين تشبهان كثيرا قبور ملوك الفايكنغ في مدينة اوبصالا السويدية ( شمال العاصمة استوكهولم ) وشاهدت مثيلاتها في مدينة يونشوبنك قرب المكان الذي اسكن فيه منذ قرابة الثلاثة عقود.

هذا المكان الاندلسي مذكور في الوثائق التاريخية منذ 

عام  ١٥٣٠  رغم ان بعض الصور تؤشر الى تجمع الاثارين في بوابته مؤرخة سنة ١٩٠٥ . البحوث والدراسات كثرت بعد ذلك لتوسع معارفنا لتلك الاماكن او المعابد . الا ان 

وجودها عند العامة كان معروفا قبل ذلك الناريخ بكثير. الاماكن الثلاثة تسمى ب ( منغا، فيرا و ثولوس ده الروميرال). والاماكن تعتبر ارثا انسانيا عالميا وثروة وطنية لمملكة اسبانيا منذ عام ١٨٨٦ وبامر ملكي.

يرجع الفصل الى اكتشاف المكان الى الاثاري الاسباني (مانول كومز مورينو ) الذي وصف المكان عام ١٩٠٥  في كتاباته حول بحوثه الاثرية. ونجد اليوم غرفة عمله بالكامل في المتحف الملحق بالمكان.

 وكتب هذا العالم الجليل العديد من الدراسات والكتب الاثرية وهو من عائلة معروفة حيث كان والده كذلك من علماء الاثار . المعابد احداها تتالف من مدخل حجري ونفق واطئ تبدا بممر حجري طويل تنتهي بغرفة صغيرة لا تتعدى حجمها مترين مربعين. ولا توجد مخارج فيها. 

اما التلة الكبرى فهي كذلك على شكل نفق حجري ولكن بوابتها واسعة بعض الشيء.  بوابتها  من ثلاثة احجار كبيرة تزن على عشرات الاطنان. الاعمدة الحجرية المساندة 

للسقف داخل المكان الذي نراه اوسع بكثير من المكان السابق تحير عقول البشر. في نهاية المكان، الغرفة الحجرية بئر حجري عميق بقطر مترين تقريبا. 

خلف الجدران يمكن مشاهدة ممرات اخرى من خلف الجدار اغلقت بوجه الزوار. 

هذا المكان كان حلما يراودني بين الفترة الاخرى. كان هناك صوت من الماضي يدعوني لزيارته. لكني كنت بحاجة الى سيارة تنقلني الى مكان المقبرة. من الغريب انه حلمت مرات عدده بان بان هناك صوتا ينادينى من الماضي السحيق قائلا ؛

– تعال

هلم، تعال لزيارتي

كانت زوجتي تضحك قائلة؛

 ربما هناك روح احد اجدادك هناك. 

الم تكن الاندلس يوما دارا لهم. اولم يأتِ زرياب من الموصل بعوده ليعزف ها هنا في القصر الحمراء وقصور ملوك الطوائف ، من يدري؟

وها انا ذا اقف امام البوابة وانظر الى الوادي الفسيح امامي، وارى في البعيد ذلك الجبل الغريب على هيئة وجه بشري ينظر الى السماء (تقول الاسطورة انه فارس مسيحي عشق انيرة عربية مسلمة) الغريب ان شعاع 

الشمس تصل الى داخل المقبرة بعض ايام السنة.

انشأت منظمة اليونسكو متحفا حديثا قرب المكان توثق فيه ما وجد داخل المقبرة ومكتشفي المكان. .

الجبل والمقبرة والمناطق الجبلية الصخرية العجيبة في (توركال) وهذا اسم المكان حيث يكونون ثلاثية غريبة غامضة ولغزا يحير العقول. 

 زيارة هذه الاماكن تعيد المرء الى زمن سحيق ويعيش مع انسان مر من هذه الاماكن قبل دهور من الزمن. 

انه لأحساس غريب ومكان جدير بالمشاهدة، قارئي الكريم.

الاندلس، اسبانيا

رابط مختصر

عذراً التعليقات مغلقة

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com