نتانياهو “مُسلماً حقيقياً” في ميزان أمّة المليار

6 يونيو 2025
نتانياهو “مُسلماً حقيقياً” في ميزان أمّة المليار

بقلم المراقب السياسي

مليون وستمائة ألف حاج وقفوا على جبل “عرفات” خاشعين متضرعين باكين، ودعوا الله أن ينصر غزة على نتانياهو الذي أباد كل شيء فيها، وأجرى دم عشرات جدداً من أهالي غزة فيما المسلمون كانوا يباشرون طقوس الحج على الجبل المقدس داعين الله ان ينتقم منه، وواصل هو القصف صبيحة أيام العيد، ربما لأنّ نتانياهو يعرف انّ لا عيد في قطاع غزة المُباد.

انّها نفسُ اللحظات ،حيث يصعد الدعاء الى السماء، شهد العالم كله ارتالا من اهالي غزة ينزحون من منطقة الى اخرى وهم يكبّرون ويهلّلون ويحمدون الله في يوم وقفة عرفة وكانوا حفاة جائعين عطشى خائفين لا أحد معهم

أمة من ملايين، ووراءها أمة أزيد من مليار ، متمسكون بـ “الدعاء مخ العبادة” يدعون على شخص واحد هو نتانياهو من دون ان ترمش له عين ماضيا الى سحق المدنيين بحجة ملاحقة تنظيم إرهابي.

أين هو الخلل في هذه المعادلة، و نحن نؤمن حقاً بأنّ الله لا يخلف وعده؟

الجواب بسيط، هو انّ نتانياهو يعمل مستفيدا من جوهر القرآن الكريم في ” واعدوا لهم ما استطعتم من قوة”، وانه في الطرف الآخر يلجأ مليار مسلم الى الدعاء والدموع والنحيب لمواجهة السلاح التقليدي والكيمياوي والنووي وغارات اف 35؟

ليس بيد المليار سوى استخدام السلاح المتاح وهو الدعاء الذي يصنف في الشريعة الاسلامية لاسيما حين يكمن في القلوب ولا يظهر على الالسنة بأنه أضعف الايمان. في حين يحتذي نتانياهو حذو الرجل القوي مستلهما ذلك من الحديث النبوي الشريف ” المسلم القوي خير من المسلم الضعيف”

“أيها المسلمون المنافقون أو المغلوبون على أمرهم جوعاً أو ترفاً أو غفلةً أو جهلاً ، ياجيل “ روتانا” و” الشاهد” و” نيتفليكس” و”برشلونة “و”ريال مدريد

لقد ذبحوا أمامكم سوريا أربعة عشر عاماً ، وقبلها ذبحوا العراق ولايزالون يسلخون جلده، ونالوا من ليبيا واليمن والسودان، وما بدر منكم سوى الدعاء في افضل الأحوال، فواعجبي أن تبكوا اليوم غزة أو عليها؟

لقد فعلها الاسرائيليون أكثر من مرة، إذ كتب الجيش الاسرائيلي بخط كبير جدا لوحات ضوئية ووضعها في سيناء مقابل مواضع الجيش المصري المندحر في حرب نكسة 1967 ما ورد في آية من سورة البقرة:

كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ

أيها المسلمون الغافلون والمتعلقون بالقشور، هناك مَن يقرأ دينكم بطريقة أعمق مما تتصوّرون ويعملون بهذه القراءة من دون تفنن في تلاوات مجوّدة ومن دون التباهي بالعمائم البيض والسود.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


الاخبار العاجلة
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com