لو زار الشرع البيت الأبيض خلال ولاية ترامب ؟

2 يونيو 2025
لو زار الشرع البيت الأبيض خلال ولاية ترامب ؟

صباح البغدادي

*من الذي جرى لهذا المنبوذ إلى مصافي صانع المعجزات: الرئيس أحمد الشرع وتحول سوريا في عين التاريخ؟

في عالم تتقلب فيه الأقدار وتتغير الأحوال بقدرة الله من ليلة إلى ضحاها، يبرز لنا اليوم ظاهرة غير طبيعية أشبه بالمعجزات والخوارق الطبيعية وقلما تتكرر في التاريخ ، قائد هيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة، كفلتة نادرة من فلتات الزمن، لا تتكرر إلا كل ألف سنة أو حتى أكثر . ذلك الرجل الذي كان على راسه جائزة عشرة ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات حول مكان تواجده ، وحتى الأمس القريب، يُخشى أي شخص التقاط صورة معه أو حتى مصافحته خوفًا من وصمة الإرهاب، يقف اليوم على منصة التاريخ ليُعيد كتابة قصة سوريا بحكمة ورجاحة عقل، ناقلاً بلاده من حضيض الحروب الداخلية والعزلة الدولية إلى مصاف الأمم الكبرى. هذا التحول، الذي يحمل بصمات التوفيق الإلهي، يُجسد قول المولى جل جلاله: “إن الله يغير من حال إلى حال”. ومنذ أن تولى “الشرع” قيادة سوريا بعد سقوط نظام عائلة الطاغية الأسد، أظهر قدرة استثنائية على توحيد الفصائل المتناحرة، وإنهاء الصراعات الداخلية، وإعادة بناء دولة كادت أن تتلاشى في دوامة الفوضى والعنف والاقتتال الداخلي . بعقلية استراتيجية وبراغماتية، نجح في كسب ثقة المجتمع الدولي، ليس فقط بتفكيك شبح العقوبات الاقتصادية، بل بتحويل سوريا إلى شريك إقليمي لا يُستهان به. هذا الإنجاز، الذي بدأ مستحيلاً قبل سنوات قليلة، جعل من الشرع رمزًا للقائد الذي يتحدى المستحيل.
لكن اللحظة الأكثر إثارة في هذا الصعود المذهل جاءت من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسه، الذي لم يبخل بالمديح على الرئيس “الشرع” خلال تصريحات أدلى بها على هامش جولته الخليجية في ايار 2025. في كلمات قلما تُسمع من الرئيس “ترامب”، وصف “الشرع” بأنه “شاب وسيم وقوي، له ماض قوي جدًا، مقاتل قاد الثورة، ومذهل بصراحة”. ولم يكتفِ بذلك، بل أضاف: “إنه رجل جيد جدًا، ولديه فرصة حقيقية للحفاظ على وحدة سوريا”. هذا المديح والاطراء ، والذي يخيل اليك للوهلة الاولى بأنه شخص يتم تقديمه الخطبة والزواج من ابنة الرئيس ويحمل نكهة المثل العربي “ما قاله مالك في الخمرة”، يعكس ليس فقط تقديرًا شخصيًا، بل تحولًا جذريًا في الموقف الأمريكي تجاه قائد كان يُنظر إليه سابقًا كـ”زعيم متمرد “.
نقديًا، فإن هذا التحول في صورة “الشرع” يعكس قدرته على استغلال اللحظة السياسية بذكاء، مستفيدًا من رغبة واشنطن في استقرار الشرق الأوسط تحت إدارة الرئيس “ترامب” . لكن هذا النجاح ليس خاليًا من التحديات. فالشرع، الذي يسعى لتثبيت سوريا كدولة موحدة ومستقلة، يواجه ضغوطًا داخلية من بقايا الفصائل المسلحة، وخارجية من قوى إقليمية تخشى صعود دمشق كلاعب مؤثر. إضافة إلى ذلك، فإن الاعتماد على تأييد “ترامب”، الذي يُعرف بتقلب مواقفه، قد يضع الشرع أمام اختبار دقيق في المستقبل.
ويبقى “الشرع” ظاهرة سياسية نادرة، تجمع بين شجاعة المقاتل وحنكة الدبلوماسي. لقد أثبت أن التاريخ قادر على أن يُفرز قادة يغيرون المعادلات، ليس بالسلاح وحده، بل برؤية تجمع بين الحكمة والجرأة. وإذا كان الشرع قد انتشل سوريا من العدم، فإن التحدي الأكبر أمامه الآن هو الحفاظ على هذا الإنجاز في عالم لا يرحم الضعفاء، حيث كل خطوة قد تكون بداية فصل جديد أو نهاية حلم طموح.

لقد شهدت العلاقات السورية-الأمريكية انفراجة كبيرة بعد المصافحة التاريخية التي جمعت الرئيسيين  الأمريكي والرئيس السوري برعاية ودعم مباشر من سمو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأثنت المصادر الدبلوماسية على الأجواء الإيجابية التي سادت اللقاء، ومؤكداً على أهمية هذه الخطوة في إعادة دمج سوريا تدريجياً في المجتمع الدولي.

وما تم صياغته بعد ذلك خارج التغطية الاعلامية تتمثل بان :” الرئيس الشرع ناقش مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إمكانية توسطه وطرح فكرة لدى إدارة البيت الأبيض لترتيب زيارة رسمية له إلى واشنطن في المستقبل القريب المنظور، حال سمحت الظروف وعندما يجد الوقت مناسبا لطرح هذه الفكرة موضوع الزيارة . وتهدف هذه الزيارة المحتملة إلى توجيه الشكر الشخصي للرئيس ترامب على الفرصة التاريخية التي منحتها الولايات المتحدة لسوريا، والتي ساهمت في رفع العقوبات الاقتصادية وفتح آفاق إعادة الإعمار والانفتاح على العالم بعد سنوات من العزلة الدولية نتيجة العقوبات التي فرضت في عهد النظام السابق وأن الرئيس الشرع يعتزم، خلال هذه الزيارة أن حدثت وتهيئت لها الأجواء والظروف المناسبة ، بتوجيه دعوة رسمية للرئيس ترامب لزيارة سوريا قبل انتهاء ولايته الرئاسية ، وعلى أن تتم في السنة الأخيرة من فترته الرئاسية أو حتى بما يراه الرئيس الأمريكي من الوقت المناسب لها “.

وان حدثت هذه الزيارة بالفعل وكما هو مخطط ومرسوم لها فمن المقرر أن تخضع الزيارة المحتملة لترتيبات غاية في التعقيد أمنية مشددة، يشرف عليها جميع أجهزة الأمن والمخابرات وبالأخص مكتب الخدمة السرية الأمريكية وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية السورية، منذ لحظة دخول الرئيس الأمريكي الأجواء السورية وحتى مغادرته. وسوف تحمل زيارة الرئيس الأمريكي إلى سوريا دلالات سياسية واقتصادية واجتماعية ودبلوماسية كبيرة، حيث يُنظر إليها كرسالة قوية للأصدقاء والأعداء على حد سواء، وتؤكد أن سوريا أصبحت تحت مظلة الحماية الأمريكية. وكما أن رفع العقوبات ودعم المجتمع الدولي بدأ يؤتي ثماره في تحقيق ازدهار اقتصادي ومجتمعي في سوريا، مع تقدم ملحوظ في مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية.

وعلى الجانب الاخر وفي قلب الشرق الأوسط، حيث تتشابك خيوط السياسة والقوة، تبرز رؤية جريئة تهزّ أركان المشهد الإقليمي! من أروقة وزارة الخارجية ومكتب رئيس الجمهورية، تُنسج خطة مبهرة تهدف إلى قلب موازين العداوات التاريخية، وتحويلها إلى تفاهمات استراتيجية تُعيد رسم خريطة الأمن والاستقرار. الفكرة؟ فتح قنوات سرية وموازية مع مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العقل المدبر الذي كان له دور محوري في إشعال شرارة الثورة السورية وتوجيه دفّتها نحو النجاح. بفضل نفوذه اللافت وعلاقته الوثيقة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يُنظر إلى أردوغان كمفتاح ذهبي لتحقيق اختراق غير مسبوق: رفع العقوبات الاقتصادية المُرهقة عن سوريا، وصولاً إلى دعوة الرئيس الشرعي إلى البيت الأبيض في مبادرة تاريخية تُمهد للتشاور استراتيجي يُعيد تشكيل مستقبل المنطقة.

لكن الطموح لا يتوقف هنا! وأن بعض اصوات في وزارتي الدفاع والداخلية، ترتفع أصوات تُطالب بتحرك جريء: إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية دائمة على الأراضي السورية، لتكون درعاً يوازن النفوذ الروسي المتجذر في قواعد حميميم الجوية و طرطوس البحرية والقامشلي في الشمال الكردي. هذه القاعدة ليست مجرد رمز للقوة، بل ركيزة استراتيجية لصدّ أي تهديدات متبقية من فلول النظام البائد، ومواجهة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها داعش، التي لا تزال تتربص بالمنطقة.

وفي خطوة تُظهر عبقرية التحالفات الجديدة، يُطرح مقترح مثير للتباحث مع تركيا والسعودية، ليس فقط لتأمين دعمهما، بل لاشتراكهما في بناء جبهة موحدة. الفكرة تشمل نشر مستشارين وخبراء أمريكيين لتدريب القوات السورية، وتزويدها بأحدث القدرات الدفاعية لحماية الجبهة الداخلية. أما التأثير الأكبر فيأتي من خلال المنح العسكرية الأمريكية، التي ستُقدم كجسر لتعزيز التعاون مع الدول الحليفة، لضمان أمن مستدام واستقرار يمتد عبر المنطقة.وهذه ليست مجرد خطة، بل رؤية ثورية تُحول العداوات إلى مصالح مشتركة، وتضع الشرق الأوسط على أعتاب عهد جديد من التعاون الاستراتيجي، حيث القوة والدبلوماسية تتكاتف لبناء مستقبل ينبض بالأمل والاستقرار!

في خطوة تاريخية مفعمة بالطموح والإثارة، تتجه الأنظار نحو زيارة مرتقبة للرئيس الشرع الى الأمم المتحدة ومن ثم إلى البيت الأبيض، حاملةً في طياتها رؤية ثورية لإعادة تشكيل مستقبل سوريا والمنطقة! هذه الزيارة، إن تحققت كما خُطط لها، ستكون منصةً لتوقيع اتفاقيات شراكة اقتصادية وإستراتيجية غير مسبوقة مع كبرى الشركات الأمريكية في قطاعات النفط، الطاقة، والتعدين. الهدف؟ فتح أبواب الاستثمار الأجنبي الضخم في سوريا، لإنعاش اقتصادها المُنهك وتطوير قطاعاتها الحيوية، مما سيُعيد إحياء البنية التحتية ويُطلق العنان لإمكانيات تنموية هائلة، ليصبح التعاون الأمريكي-السوري نموذجاً يُحتذى به في المنطقة.

في الوقت ذاته، يُظهر الرئيس الشرع براعة دبلوماسية في معالجة القضية الفلسطينية، :”حيث أكد الرئيس الشرع في حوار جانبي مع ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، التزامه التام بالإجماع العربي وقرارات جامعة الدول العربية. بتصريحه الواضح: “لن تشذ عن الإجماع العربي”، يُرسل الشرعي رسالة قوية تؤكد وحدة الموقف العربي، مُعززاً دوره كشريك إستراتيجي موثوق يسعى لتعزيز التضامن العربي ودعم القضية الفلسطينية بما يتماشى مع التوصيات الجماعية للدول العربية”.

هذه الزيارة وأن حدثت في المستقبل، ليست مجرد حدث دبلوماسي عادي، بل ستكون نقطة انطلاق محورية لتحالف اقتصادي وسياسي يُعيد صياغة التوازنات الإقليمية، حيث تتحول سوريا إلى مركز للاستثمار والاستقرار، وتُسهم في تعزيز الوحدة العربية أمام التحديات الكبرى. إنه عهد جديد ينبض بالفرص والتفاهمات، يضع المنطقة على أعتاب مستقبل واعد! ولدبلوماسية العالمية، تُحضَّر خطوة مذهلة تُبشّر بتحول جذري في المشهد السياسي للشرق الأوسط! زيارات متبادلة مرتقبة بين الرئيس الشرعي ودونالد ترامب تُطبخ على نار هادئة بعيداً عن أعين الإعلام الفضولية، في سرية تامة تُضفي عليها هالة من التشويق والغموض. هذه الخطوة، إن نضجت كما يُخطط لها، ستُمثل قفزة نوعية نحو تطبيع العلاقات بين دمشق وواشنطن، لتُنهي عقوداً من التوتر وتفتح أبواب التعاون الاستراتيجي والاقتصادي.

اللافت أن هذا التقارب يحظى بدعم عربي قوي، بقيادة المملكة العربية السعودية وإشراف مباشر من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يُنسّق ببراعة لتحقيق هذا الاختراق الدبلوماسي. دور الرياض هنا ليس مجرد وساطة، بل شراكة فاعلة تُرسّخ رؤية إقليمية تُعزز الاستقرار وتُمهد لتحالفات جديدة. بالنسبة للشعب السوري، يحمل هذا التطور وميض أملٍ لمستقبلٍ ينبض بالازدهار، حيث تتحول الأحلام إلى واقع ملموس من خلال استثمارات اقتصادية واستقرار سياسي يعيد سوريا إلى قلب المشهد الدولي.

إنه مسارٌ يُكتب في الخفاء، لكنه يعد بإعادة صياغة المنطقة بأسرها، حيث تُصبح دمشق مركزاً التفاهمات الكبرى، وتُشعل شرارة نهضةٍ طال انتظارها!

هذه الرؤية لاقت صدى قوياً من ولي العهد السعودي، الذي عزز هذا الموقف في كلمته خلال اجتماعات مجلس التعاون الخليجي بحضور ترامب، مؤكداً أن الاستقرار الإقليمي يتطلب سوريا موحدة وقوية. وفي لحظة مفعمة بالعزيمة، كشف الشرع عن هدفه الأسمى: “لن أخوض حروباً، فقد أنهكت سوريا!”، معلناً أن معركته الحقيقية هي حرب التنمية البشرية والاقتصادية. بطموحٍ يُضيء المستقبل، تعهد الشرع بتحويل العقلية السورية من صراعات الماضي إلى ثقافة التنمية المستدامة، مُعلناً عزمه على إعادة إعمار سوريا وفتح أبواب الاستثمار بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة.

في سياقٍ آخر، حذّر الرئيس الشرع من التحركات الإسرائيلية التي استغلت انهيار نظام بشار الأسد لتوسيع نفوذها عبر اجتياز الحدود السورية واحتلال أراضٍ جديدة. هذه الخطوة، كما أوضح الشرع، تُشكل تهديداً خطيراً يُغذي النعرات ويُمهد لصراعات طويلة الأمد. بذكاءٍ استراتيجي، أشار إلى أن هذه الأفعال تُتيح الفرصة لشيوخ متطرفين لاستغلال الشباب السوري، دافعين إياهم نحو مواجهات مسلحة تحت شعار “تحرير الأراضي”، مما يُعيق جهود التنمية ويُعيد سوريا إلى دوامة العنف. بدلاً من ذلك، دعا الشرع إلى نزع فتيل هذه التوترات عبر حوارات دبلوماسية، مؤكداً أن استقرار المنطقة يتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً يُحافظ على وحدة سوريا.

وخلال اللقاء، أبدى الرئيس ترامب إصغاءً عميقاً لهذه المخاوف، مُظهراً تفهماً لافتاً لتطلعات الشعب السوري. هذا التفاعل الإيجابي انعكس في إشادته الحارة بالرئيس الشرع، واصفاً إياه بـ “الشاب الطموح القوي” الذي يحمل رؤية ملهمة لمستقبل سوريا. كلمات ترامب لم تكن مجرد مجاملة، بل مؤشراً على بداية شراكة استراتيجية تُعززها جهود المملكة العربية السعودية بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود هذا التقارب الدبلوماسي بمهارة وحنكة.

هذا اللقاء ليس مجرد حدث عابر، بل نقطة تحول تاريخية! إنه يُرسي أسس تحالف جديد يُحول العداوات إلى مصالح مشتركة، ويُعيد سوريا إلى مسار النهضة عبر التنمية البشرية والاقتصادية. بقيادة الشرع، ودعمٍ من السعودية وتفهمٍ أمريكي، تُصبح سوريا ركيزة لاستقرار المنطقة، ومنارة للتعاون الذي يتحدى الفوضى ويُضيء دروب المستقبل. إنها لحظة تُكتب في سجلات التاريخ، حيث تتحول الأزمات إلى فرص، والصراعات إلى سلام مستدام!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


الاخبار العاجلة
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com