اماني عبدالرحمن بشير
كاتبة من السودان
جرائم الجنجويد في حق المعلمين والمثقفين السودانيين
لم تكن حربًا فقط ضد المدن والقرى، ولا مجرد معركة على السلطة. ما حدث – ويحدث – في السودان هو حرب ضد العقل، ضد التنوير، ضد من حملوا القلم بدلًا عن البندقية. مليشيات الجنجويد لم تكتفِ بحرق البيوت وسرقة الممتلكات، بل وجّهت سلاحها إلى صدور المعلمين والمثقفين… إلى أهل العلم، إلى النور وسط الظلام.
⸻
🟥 قتلوا النخبة… لأنهم يعرفون خطورتها
في كل مرحلة من مراحل الخراب، كانت هذه المليشيات تستهدف من بيدهم مفاتيح الوعي: المعلمون، الأساتذة، الكُتّاب، قادة الفكر، حملة الشهادات. لم يكن القتل عشوائيًا، بل منهجيًا. منازل أُقتحمت فقط لأن من يسكنها “مدرس”، جثث لم تُترك على الأرض فحسب، بل عُلقت الرسائل على الجدران: “لا مكان للعلم هنا”.
⸻
🟥 عندما يصبح الجهل هو السلاح
الجنجويد لم يأتوا بأيديولوجيا، ولا يحملون مشروعًا، بل يحاربون كل من يشكل تهديدًا لجهلهم. وهم يدركون أن المعلم يزرع في العقول ما يخشاه الطغاة: التفكير. لذا، أصبح قتل المعلم أولوية… لأن من يقتل المعلم، يقتل الذاكرة، ويقتل المستقبل.
⸻
🟥 ذبح، تشريد، إذلال… بأوامر صامتة
كثير من الشهادات القادمة من دارفور، كردفان، الخرطوم وأمدرمان، تروي عن جرائم تُرتكب في صمت العالم: مدرسون ذُبحوا أمام تلاميذهم، أساتذة جامعات أُعدموا في الشارع، مدارس أُحرقت عن بكرة أبيها. لا محاكمات، لا مساءلات. فقط دم، ونار، وخراب.
⸻
🟥 لكن التاريخ لا ينسى
قد تمر الجرائم في صمت اليوم، وقد يخاف البعض من التوثيق، لكن الحقيقة لا تموت. سيظل التاريخ يسجل، وستبقى ذاكرة السودان تنزف، حتى يأتي يوم العدالة، ويُحاكم القتلة على جرائمهم. لأن من يقتل المعلم لا يغتال فردًا… بل يُحاول قتل أمة بأكملها.:
هذا المقال ليس صرخة في فراغ، بل دعوة للتوثيق، للحكي، للمحاسبة. لا تتركوا القاتل يكتب التاريخ. اكتبوه أنتم… بالدموع، بالكلمات، بالشجاعة.