فساد المرشحين العراقيين للانتخابات

7 يونيو 2025
فساد المرشحين العراقيين للانتخابات

جبار عبدالزهرة

— كاتب من العراق 

من المتعارف عليه في العراق والذي تحول الى مسلّمة هو ظاهرة الفساد التي تنجم قبل كل عملية انتخابية من قبل كل واحد من الذين يرشحون انفسهم لعضوية البرلمان العراقي من قبل جميع الأحزاب التي تشارك في تشكيل الحكومة من اجل كسب المزيد من الأصوات حتى يضمن لنفسه الفوز بكرسي البرلمان الذي يفتح امامه الأبواب نحو كنوز الأموال العراقية العامة لينهب منها دون حسيب او رقيب ( فرب البيت من نفس الطينة كما يقل المثل الشعبي العراقي ) ونحو جنات نعيم دنيوية فيها ما لذّ وطاب من اوضار الدنيا المادية ويحتل مقامات كان يحلم ان يراها لذلك فهو يسلك كل طريق غير نزيه ويسير على كل جادة للرذيلة لكي يصل الى هدفه العفن القذر فالسير على الطريق المستقيم للشرف والنبل يقوده الى الفقر والحرمان والفاقة ومتاهات وانفاق مظلمة في نظر الفاسدين ولكنها مشرقة ومفعمة بنو الخير بنظر اصحاب مكارم الاخلاق ومحامد الخصال اهل الكرم في القصد والإحسان في النية وأهل القناعة التي قال عنها نفس رسول الله الإمام علي عليه السلام :- (القناعة كنز لا يفنى ) 0

يؤكد ويؤشرشراء بطاقة الناخب من قبل المرشحين للعملية الانتخابية القادمة وفتح نفر من النواب مكاتبهم لشرائها بشكل علني وسافر والتي وصل سعر البطاقة الواحدة منها في السوق السوداء لفساد المرشحين الى ما يقرب من (500) الف دينار عراقي وهذا يؤكد بشكل عميق الى أي مدى وصل فساد المنظومة السياسية  الحاكمة  في العراق بمختلف احزابها وتياراتها وكياناته 0

إن شراء بطاقة الناخب من قبل المرشحين يدل بما لا يقبل الشك على إن كل واحد من هؤلاء المرشحين هو فاسد بامتياز وفاقد بالتمام والكمال لأبسط أسس الأخلاق الكريمة والنزاهة والشرف في الوصول الى هدفه بشكل عفيف الجيب وحميد وكريم النفس 0

وهذا يقود الى ان الفائز بالانتخابات من هؤلاء المرشحين  قد بيتَ النية غير الأخلاقية وغير المهنية الشريفة وعقد العزم الخبيث على سرقة الأموال العامة والعبث في المسار العام للحراك الحكومي لصالحه لاسترداد ثمن البطاقات التي اشتراها عبر ممارسة الفساد المالي والإداري والوظيفي وكذلك للحصول على الإمتيازات والأرصدة المالية عبر الإدارة الفاسدة  للمهمة الوظيفية الموكلة إليه وعبر إستغلال موقعه الوظيفي بشكل انتهازي لخدمة اهدافه وغاياته مع تعطيل كل ما يتعلق بمصلحة الشعب العراقي المكتوي بنار الفقر وقلة فرص العمل والضرائب الباهضة التي في كل يوم ترهق الحكومة العراقية كاهله بها ، الحكومة التي طواقمها في الرئاسات الثلاث من هؤلاء الفاسدين الذين لا يهمهم سوى الحصول على المكاسب والامتيازات باية وسيلة سواء كانت ملتوية او معقوفة المهم هو الحصول على ارصدة مالية في البنوك وعقارات في المدن الداخلية والخارجية 0

وبالمحصلة النهائية حتما ستقود نتائج الإنتخابات النهائية الى تشكيل حكومة فاسدة تعبث بخيرات البلد وبمقدرات الشعب لمصالحها الشخصية والفئوية لذلك  فان الشعب العراقي مطالب بالقيام بمظاهرات سلمية ضد هؤلاء المنحرفين الذين بجاهرون بفسادهم  ويسحبون الشعب الى ميادين هذا الفساد عبر شراء بطاقة الناخب منه بسعر مغر ليكون شريكا لهم في انانيتهم وانتهازيتهم وعاملا مساعدا لهم في نهبهم وسلبهم للأموال العامة واستحواذهم على حقوق الشعب في خيرات بلاده وموارد ثرواتها 0  

ينبغي ان يطالب الشعب بتأجيل العملية الانتخابية ويطالب بفتح تحقيق مع الذين اشتروا بطاقات الناخبين من اعضاء برلمان سابيقين ومرشحين جدد على ان يكون تحقيقا نزيها الهدف من ورائه المسائلة بشفافية والسعي الدؤوب لتحقيق العدالة 

 فهناك اعضاء وعضوات برلمان يتصفون بالنزاهة وعفة النفس والجيب يمكن الإعتماد عليهم في محاربة ظاهرة الفساد التي ترافق العملية الانتخابية وتطعن في نزاهتها وشفافيتها في الصميم والحيلولة دون وصول الفاسدين الى السلطة ونشر الفساد في اروقة الحكومة 0 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


الاخبار العاجلة
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com