: الدكتور نزار محمود
في ظل متاهات “الحيص بيص”، بخصوص توقعات نهاية الحرب الاسرائلية الايرانية، وقبلها، دوافعها وأهدافها، بختلف الناس في أمر هذه الحرب.
منذ بعض الأشهر تعالت الأصوات حول تغييرات كبيرة في شرق أوسط جديد، أشعلتها أحداث السابع من اكتوبر ومقتل اسماعيل هنية وحسن نصرالله ويحيى السنوار وآخرين من قادة مقاومة إسرائيل، ناهيك عن ما حصل في سورية.
الكثيرون ظنوا، وقسم منهم ما يزال يظن، أن قرار “شطف” المد الشيعي الطائفي الايراني قد اتخذته واشنطن وفرحت به اسرائيل. لكن الأمر ليس كذلك تماماً.
ان مجريات الحرب التي تشنها اسرائيل على غزة وجنوب لبنان وحتى اليمن والضربات التي تطال سورية وايران تشير الى غلبة اليد العسكرية الإسرائيلية، من جهة، وعجز المجتمع الدولي عن ايقافها من جهة أخرى.
واقع الحال هذه يقودنا الى الاستنتاج التالي:
ان ايران رغم ما تتمتع به من قدرات عسكرية وتحشيد سياسي وعقائدي فإنها تبقى عاجزة عن لي ذراع اسرائيل، ناهيك عن هزيمتها. ودون عودة تفصيلية الى قيام نظام الملالي في اهدافه ودعمه وغض النظر عن “تعاظم” قوته العسكرية المرعبة لدول الخليج العربي والسماح لها بالرضاعة من ثدي العراق الاقتصادي وبالسيطرة على القرار السياسي فيه وهو المجزأ عملياً والعاجز عن الحركة، والذي تقوم فيه قاعدتان امريكيتان في الشمال والغرب “لحمايته والدفاع عنه ضد داعش”!
ان هذ السيناريو الذي ابتدأ مع اواخر السبعينات وشهد حرباً عراقية ايرانية وحصاراً على العراق سببها الغباء السياسي للعراق بغزوه للكويت، من جهة، والتآمر عليه من جهة أخرى حتى انتهى الى غزوه واسقاط نظامه، قد عاش مشهده الثاني باستخدام ايران الفرس الطائفية شبحاً يهدد ويتوعد ويثير ويخرب ويخلق من المشاكل ما اقض مضاجع أهل المال والرفاهية المعيشية والساعين الى بناء وتطور. هذا الدور الذي تلعبه ايران لا يخفى على الأشرار من وراء البحار، لا بل انه يدخل في صلب تخطيطهم الاستراتيجي!
وهنا لا بد من الاعتراف بأمرين:
⁃ الأول: ادراك ايران لما تريده القوى الشريرة من ارهاب وابتزاز لدول المنطقة العربية “السنية” صاحبة المال والطاقة.
⁃ الثاني: خطأ في حسابات ايران انها اصبحت قوة عسكرية ولاعباً اقليمياً في المنطقة، ولم تدرك او انها لا تريد ان تعترف بأنها معول هدم، تعيش على ما تقدمه من اعمال ترهيب وتهديد.
لقد انتهى نظام صدام وتهدمت قلعة شعاراته الوحدوية وتبخرت طاقات تهديداته لاسرائيل، وغاب عن ايران انتهاء احدى مهمتيها!
اما ان تعود ابران لتهدد امن ووجود اسرائيل فلم يكن ذلك في المخطط ولا في المسموح!
لقد ادركت دول الخليج وداست على كبرياء انوفها وعملت على تفادي تطاير الشرر الايراني، لانها ادركت، وربما منذ زمن طويل، وفهمت لعبة “تغوير” الكلب الايراني ضد نعاجها!
ان ما يدور اليوم من حرب بين اسرائيل وايران تتلخص نهاياته بالآتي:
⁃ تقليم الاضافر الايرانية دون اسقاط نظامها.
⁃ تلقين ايران درساً إسرائيلياً قاسياً في دمار بناها التحتية العسكرية ومنشآت طاقتها
⁃ التلويح للدول العربية غير المطبعة بالاسراع في الالتحاق بركب التصالح والسلام الابراهيمي المفروض.
⁃ الاجهاز على روح المقاومة الفلسطينية سواء بين الفلسطينيين أو في صفوف الشعوب العربية.
وفي الختام، واستنتاجاً، اعود الى عنوان المقال:
ايران لا يمكن ان تنتصر، لكنه لا يجوز لها السقوط والهزيمة!
الموصل، 16.06.2025