قريش- الدار البيضاء
يكشف المؤرخ المغربي والشخصية الفكرية البارزة في الرحاب الملكي طوال عقود الراحل عبدالحق المريني .. في آخر حواراته قصة تردد الأديبة المصرية الشهيرة بنت الشاطئ على المغرب، وعناية الملك الحسن الثاني بها كثيرا وجعلها تلقي درسها أمامه ضمن الدروس الحسنية في رمضان
حوار سابق مع الراحل الدكتور عبدالحق المريني ،مؤرخ المملكة، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي ومحافظ ضريح محمد الخامس، تنشره صحيفة “قريش” باتفاق وموافقة من الإعلامية المغربية الاستاذة إعتماد سلام .
****
هذا مقتطف من حوار سابق أجرته الإعلامية المغربية إعتماد سلام مع الراحل الدكتور عبدالحق المريني ،مؤرخ المملكة، الناطق الرسمي باسم القصر الملكي ومحافظ ضريح محمد الخامس، ومن العناوين البارزة لهذا الحوار «من لا يعرف تاريخ بلاده لا يمكنه أن يبني حاضرها»
وهو حوار جرى في مكتبة الراحل عبدالحق المريني، يتناول مسارات من حياة الراحل الأدبية والعلمية والفكرية فضلا عن اختصاصه في التأريخ وبحوث كتبها في مجالات مختلفة، ومنها بحث حول موضوع الشاي في الأدب المغربي، حيث جمع كل القصائد والدواوين وكل ما قيل في الشاي.

– قريش
وفي مايلي تفاصيل الحوار الذي أجرته إعتماد سلام ضمن برنامج في المكتبة على ميدي آن شهر آيار / مايو 2022.

سؤال: لنسترجع معا أبرز محطات علاقتك مع الكتاب. أولا متى بدأت هذه العلاقة، خلال فترة المسيد أم بعدها؟
جواب: علاقتي مع الكتاب كانت بعد فترة المسيد، وهذه الكلمة بالمناسبة هي تحريف لكلمة المسجد، وقد قضيت في المسيد عدة أشهر إن لم أقل نحو عامين، وحينها حفظت عدة أحزاب من القرآن، وبالتالي استفدت كثيرا من هذا الحفظ، لأنه على إثر ذلك يتعود المرء ويستفيد من التعابير العربية الفصحى الصحيحة، وكذلك اكتشفت بعض المفردات العربية التي كنت أجهلها، وقد ساعدني حفظي لهذه الأحزاب القرآنية على تنمية اللغة العربية وعلى التحرير والكتابة خصوصا في مادة الإنشاء، ولاحقا، في المدرسة الابتدائية والثانوية، عندما كانوا يطلبون منا أن نكتب بحثا في موضوع ما لنتدرب على الاطلاع والبحث والكتابة، أفادتني تلك الأحزاب التي حفظتها من القرآن الكريم وكنت أستعمل الكثير من العبارات والمفردات التي تعلمتها وأنا أحرر الموضوع الذي يقترحه علينا الأستاذ.
سؤال: أنت لم تحفظ القرآن الكريم فقط ولكن كتبته أيضا بإيعاز من الوالد.. كتبت المصحف الشريف بخط يدك.
جواب: طبعا، ومازلت أحتفظ بتلك النسخة إلى يومنا هذا. وقد كلفني الوالد أولا بكتابة المصحف الشريف تبركا به، وثانيا للتدريب على تحسين الخط، وخصوصا الخط المغربي، ومازال لدي هذا المصحف في مكتبتي وقد اطلعت عليه آخر مرة لما كنت أكتب سيرتي الذاتية، حيث كنت من حين لآخر أتصفحه. والغريب في الأمر أنه يشتمل على خطوط عدة، إذ نجد من الحزب الأول إلى الحزب الستين خطوطا مختلفة، لأني كنت أكتب كل يوم ثمنا من القرآن وليس أكثر، وبالتالي فإن الخط كان يتغير باستمرار، ولذلك اشتمل على كشكول من الخطوط التي تنمو حسب نموي.
سؤال: في هذه المرحلة، وبالإضافة إلى الوالد كان هناك الجد أيضا، كيف كان أثرهما عليك في ما يخص علاقتك بالكتاب وكيف كان أثر الوسط الذي تربيت فيه عموما؟
جواب: في الحقيقة كان والدي يزودني بكثير من المؤلفات وخصوصا كتب التاريخ المغربي، وتحديدا الكتب التي تتسم بالتبسيط، مثل كتاب “المغرب عبر التاريخ” لإبراهيم حركات، وقد كان يزودني بكتب عديدة من هذا النوع حتى أتعرف على تاريخ بلادنا، لأنه في زمن الحماية الفرنسية، وعندما كنت أدرس بثانوية مولاي يوسف، كنا ندرس التاريخ الفرنسي ولم ندرس أبدا التاريخ المغربي. وقد بدأت أدرس تاريخ المغرب من خلال هذه الطريقة، عندما أرجع من الثانوية، يزودني والدي دائما بكتاب حول تاريخ المغرب لأقرأه وأطلع عليه، وعندما أنتهي منه كنت أحكي له ما قرأته حتى يعرف ما إذا كنت متمكنا من تاريخ بلادي أم لا. وبالإضافة إلى كتاب حركات، أذكر أيضا كتاب “النبوغ المغربي” لعبد الله كنون، هذا كتاب رائع، ويضم أبحاثا أدبية وتاريخية على امتداد تاريخ الدول التي حكمت المغرب، وهو حقيقة كتاب مهم جدا واستفدت منه أدبيا وتاريخيا، وفيه يتحدث أيضا عن ترجمة عدد من الأدباء والعلماء والفقهاء.
سؤال: هل يمكن القول إن هذه الكتب وهذا الحرص والحث من الوالد على معرفة تاريخ المغرب، كانا سبب شغفك لاحقا بالتاريخ والتأريخ؟
جواب: طبعا. الذي شجعني على الاهتمام بتاريخ المغرب، هو أولا هذه الكتب التي كان يزودني بها والدي، وكذلك عندما التحقت بكلية الآداب لتهييء الإجازة في الأدب المغربي في أوائل الستينيات من القرن الماضي، وبالمناسبة، لقد كنت ضمن الفوج الثاني الذي تخرج من هذه الكلية بعد الاستقلال، وكلية الآداب هاته عوضت معهدا كان يسمى المعهد العالي للدراسات المغربية، وقد درست فيه وحصلت على شهادته، وبعدها ولجت كلية الآداب فرع الأدب المغربي، وتلك السنوات التي قضيتها في الكلية لم تكن خاصة فقط بعلوم اللغة العربية أو الأدب المغربي ولكن كانت لدينا كذلك دروس في تاريخ المغرب، حينها اطلعت اطلعت على كثير من المعارك التي كان يخوضها ملوك الدول التي حكمت المغرب أو الخلفاء كما كانوا يسمون، وقد شجعني ذلك على الاهتمام كثيرا بالمعارك التي كان يخوضها هؤلاء الملوك في مواجهة الاحتلال الأجنبي للمغرب، وهذا كله زادني تعلقا واهتماما بمعرفة تاريخ المغرب أكثر فأكثر.

سؤال: إلى أن أصبحت مساهما في توثيق هذا التاريخ لاحقا من خلال مجموعة من الكتب القيمة والتي سلطت الضوء على حقب مختلفة من تاريخ المغرب..
جواب: فعلا، لما كنت أدرس في كلية الآداب، كانت تلقى علينا محاضرات في تاريخ المغرب وآنذاك كانت هناك شهادة خاصة بتاريخ المغرب وجغرافيته، مع الأسف الشديد لم تدم طويلا، دامت سنة واحدة فقط، وقد اجتزت الامتحان ووفقت فيه ما فتح لي الباب لاستكمال دبلوم الدراسات العليا. وقد كنت أتعجب حينها كثيرا وأعتز بأن الجيوش المغربية عبر التاريخ كان يقودها الملوك، وكانوا يرسلونها لخوض المعارك ضد الاحتلال الأجنبي، البرتغالي أو الإسباني على الخصوص. ولكن في المقابل، لم أجد كتابا خاصا بالجانب العسكري، خصوصا وأن هذا الجانب كان في صلب الأعمال التي كان يقوم بها ملوك الدولة الحاكمة من أدارسة ومرابطين وموحدين ومرينيين وسعديين إلى العلويين، وهنا جاءتني فكرة أن أكتب كتابا عن تاريخ الجيش المغربي وأن أصف معاركه وأسلحته ونظامه وأطره فجاء كتاب “الجيش المغربي عبر التاريخ” الذي كان من الكتب الأولى التي توجت بجائزة المغرب للكتاب والتي أسسها سي محمد الفاسي رحمه الله عندما كان وزيرا للثقافة عام 1967.
سؤال: هذا الكتاب يعد من أهم الكتب في هذا المجال ويؤرخ للمؤسسة العسكرية في المغرب. واللافت أنه مع كل طبعة كنت تزيد وتضيف حيث أن الكتاب صدر بداية في حجم صغير وانتهى إلى عمل ضخم.
جواب: فعلا، لقد أصبح ضخما، وطبعت منه ست طبعات، وفي كل طبعة تكون هناك إضافات كثيرة أعثر عليها أثناء مطالعتي لكتب أخرى في التاريخ وأسجلها، أو في مقالات منشورة في الصحف أو في المجلات، فكنت أسجل تلك الملاحظات وأرجع إلى كتب التاريخ لأتأكد منها ثم أضيفها إلى كتاب “الجيش المغربي عبر التاريخ”.
سؤال: وهذا كتاب ينبغي الاطلاع عليه.. بعد الطبعات الست، هل يتوفر هذا الكتاب في المكتبات اليوم وهل هناك مشروع طبعة سابعة؟
جواب:لقد نفد من المكتبات، جميع الطبعات الست نفدت، وإن شاء الله تكون هناك طبعة أخرى.
سؤال: في حديثنا هذا وردت بعض الإشارات إلى طريقة اشتغالك، قربنا أكثر من الطريقة التي تشتغل بها عندما تكون منكبا على كتابة عمل تاريخي.
جواب: عندما أريد أن أكتب كتابا في موضوع ما، لا أبدأ الكتابة في الوقت الذي أفكر فيه في أن أكتب، لا، أطيل التفكير في الموضوع أولا، وبعد ذلك أذهب إلى المكتبات والخزانات، المكتبة الوطنية أو خزانات المدن المغربية، وأبحث فيها عن المراجع التي تهمني حول ذلك الموضوع الذي سأتناوله بالبحث. يعني لا أبدأ مباشرة حتى أكتب الكتاب في زمن محدد، لا. لا بد من البحث والتحضير والتفكير. وخلال هذه المدة وبالإضافة، إلى المراجع يعثر المرء على أشياء عديدة تتعلق بأبحاث كتبها متخصصون وعلماء وغيرهم فيستفيد منها كذلك.
سؤال: بالمناسبة، ما حكاية أنك كنت تريد أن تصبح عسكريا لشدة اهتمامك بالجيش؟
جواب: إيوا.. آش غا نقول ليك، كانت لدي رغبة لما اطلعت أثناء دراستي في كلية الآداب وغيرها على المجهودات العسكرية التي كان يقوم بها الملوك للعناية بالجيش المغربي وتسليحه وتدريبه وخوضه معارك للدفاع عن الوطن والمواطن وكرامتهم، راودتني فكرة لماذا لا أكون أنا أيضا ضابطا في هذا الجيش؟، فقدمت للجيش، وقد تزامنت دراستي في الباكالوريا في إعدادية مولاي يوسف مع سنة الحصول على الاستقلال، حيث حصلت عليها عام 1956. استقل المغرب وكان لا بد له من جيش وطني أصيل، ولم يكن هناك أطر مغربية باستثناء بعض الضباط الذين شاركوا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وهم الذين وجدهم المغرب ليستعين بخبرتهم لتكوين جيش مغربي وطني تحت قيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وهو الذي أخذ على عاتقه تأسيس هذا الجيش. إذن، كان هناك طلب يهم من وصلوا إلى الباكالوريا، على أن يتم انتقاء بعضهم ليتوجهوا إلى مدرسة سانسير الفرنسية التي تكون ضباط الجيوش، فتسجلت على أساس أن ألتحق بهذه المدرسة. ولكن الوالد قال لي لا، أكمل دراستك أولا واحصل على الإجازة في الآداب أو في التاريخ أو غيرهما وحينها حدد مسارك، إما أن تختار الطريق المدني أو العسكري، وبالتالي لم ألتحق بتلك المدرسة. ورغم ذلك فإنه بعد سنة أو سنتين، شاركت في مباراة لولوج الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس، ونجحت فيها وهي الأكاديمية التي أسسها الفرنسيون أنفسهم وكان قد تخرج منها حينها ضباط مغاربة كثر منهم الذين شاركوا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، فاعترض الوالد مجددا، لأنه كان الاعتقاد السائد هو أنك عندما تدخل المجال العسكري فإنك ستشارك في حرب ما، وإذا شاركت في حرب ما فإنك لا شك ستكون إما من المصابين أو من الذين يتوفاهم الله. هذه هي الفكرة التي كان يعتنقها بعض الناس وقتئذ، ولكن أقول بيني وبين نفسي لو أنني ولجت وساهمت في الجيش المغربي وكان لي بذلك شرف كبير طبعا، لما كان هذا الكتاب. والحرص الذي كان لدي لكي أعيش تجربة العسكريين، وبشكل خاص الضباط العسكريين، تحول إلى الاهتمام بتاريخ الجيش والبحث فيه.
سؤال: وهذه طريقة للتعويض..
جواب: صحيح، عوضت رغبتي بالانخراط في الجيش المغربي بكتابة كتاب عن هذا الجيش ليستفيد منه بالخصوص الطلبة الذين يدرسون في الأكاديمية الملكية العسكرية بمكناس.
سؤال: ولاحقا كتبت أيضا عن المرأة العسكرية.. عن المرأة المغربية في مختلف مكونات القوات المسلحة الملكية.
جواب: طبعا وهذا نابع أيضا من اهتمامي بالجانب النسوي، وقد كتبت مثلا عن ثريا الشاوي أول طيارة مغربية وكتبت عنها كتابا..
سؤال: حمل عنوان الشهيدة ثريا الشاوي
جواب: صحيح، وإزاء اهتمامي بالجيش كنت مهتما بشكل كبير بالأنشطة النسوية المغربية ولي كتاب “دليل المرأة المغربية”.
سؤال: وهو دليل بحق، ويؤرخ لمسارات نسائية متعددة
جواب: مسارات عديدة.. وأخيرا أصدرت كتاب “نسائيات من المغرب”، وفيه مقالات كتبتها عن أديبات وشاعرات وفعاليات نسائية من مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
سؤال:ما سر هذا الاهتمام بالمرأة عموما وبمسارات النساء المغربيات تحديدا؟
جواب: هذا الاهتمام يرجع أولا إلى للنهضة النسوية التي بدأت قبل الاستقلال ومشاركة المغربيات في الكفاح والنضال من أجل استقلال الوطن وفي الميدان السياسي أيضا، لأن هناك العديد من النساء شاركن في السياسة، وهذه المشاركة النسائية التي كانت غريبة في أول الأمر لأن المرأة لم تكن تشارك في الأحزاب أو في السياسة مثلا، حظيت باهتمامي وبدأت أحرر بعض المقالات التي تنشر في الصحف حول الأنشطة النسوية ودور النساء في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
سؤال: أحييك على هذه الجهود في خدمة المرأة المغربية وإبراز دورها في كل المجالات.. من بين كتاباتك أيضا، “الشاي في الأدب المغربي” واطلعت عليه في نسخة صدرت ضمن سلسلة شراع التي أصدرها الراحل خالد مشبال.
جواب: في الحقيقة كانت لدي عدة بحوث كتبتها في مجالات مختلفة، ومنها هذا البحث حول موضوع الشاي في الأدب المغربي، حيث جمعت كل القصائد والدواوين وكل ما قيل في الشاي وقد نشر في هذه السلسة، وناشر أو مخرج هذه السلسة هو الذي أعطى عنوان الشاي في الأدب المغربي لكتاباتي تلك في مختلف المواضيع رغم أن الجانب المتعلق بالشاي هو جزء فقط منها.
سؤال: وهنا أستحضر نصا عن عميد الأدب العربي طه حسين وتحدثت فيه عن علاقته بالمغرب تحديدا، وما جاء في كتاب “ما بعد الأيام” لمحمد حسن الزيات وزير الخارجية الأسبق الذي كان زوج ابنته أيضا، وتوقفت عند زيارته للمغرب واستقباله من قبل الملك الراحل محمد الخامس عام 1958
جواب: صحيح، “ما بعد الأيام” لأن كتابه الشهير حمل عنوان “الأيام”، وليس طه حسين فقط، بل كنت مهتما أيضا ببنت الشاطئ واسمها عائشة عبد الرحمان، وقد كنت أطلع على المقالات المنشورة في المجلات التي كانت تصلنا خلال فترة الحماية مثل المصور وآخر ساعة، وطبعا لم يكن الفرنسيون يسمحون بدخولها وتوزيعها في حال تضمنت مقالات سياسية. على كل حال، كنت أهتم ببنت الشاطئ وبكتبها، وقد ميزها توجه ديني أكثر منه أدبي، وكتبت عن نساء النبي وبناته في سلسلة الهلال، وكانت هذه السلسة تصل المغرب أيضا وكنت من قرائها. وبعد مرور وقت طويل، جاءت في زيارة للمغرب بعد الاستقلال، ولأني كنت فضوليا وأنا لازلت شابا آنذاك، ولشدة اهتمامي بالمرأة وإنتاجاتها الأدبية ليس المغربية فقط ولكن أيضا النساء في المشرق، فقد ذهبت إلى فندق حسان حيث كانت تنزل، وبعد تحيتها قلت لها أنا أتيت لأجري استجوابا معك حول نشاطك الأدبي وكتاباتك، فقالت لي تفضل. قلت لها أولا مرحبا بك في بلدك المغرب، ولدي سؤال هو لماذا تسمين ببنت الشاطئ؟ وما اسمك الحقيقي؟. فقالت لي اسمي الحقيقي هو عائشة عبد الرحمان. فسألتها مجددا ولماذا تحملين لقب بنت الشاطئ؟، فقالت لي لأنه في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، كان عيبا أن تكشف المرأة عن اسمها الحقيقي عندما تنشر مقالا أو بحثا في جريدة أو مجلة، إلى هذه الدرجة، فسميت نفسي بنت الشاطئ لأن بيتنا يوجد على شاطئ النيل، وأنا ولدت قرب هذا الشاطئ إذن فأنا ابنته، ولذلك كنت أوقع بهذا الإسم. والغريب في الأمر، أن ذلك الاستجواب الذي رافقني فيه فني من الإذاعة الوطنية تمت إذاعته عبر الإذاعة. وقد استمرت بنت الشاطئ في التردد على المغرب وكان الملك الحسن الثاني رحمه الله يعتني بها كثيرا وجعلها تلقي درسها أمامه ضمن الدروس الحسنية في رمضان خلال سنوات عديدة، حيث كانت تحضر كل سنة تقريبا، كما كانت أستاذة في دار الحديث الحسنية وأستاذة في القرويين وتلقي محاضرات هناك وقد شاركت في النهضة الثقافية في بلادنا بشكل كبير.