في تجلي التجليات الهام الصلاة على الرسول مركز العشق الابدي ، والذي تتجلى القيم العليا بذكر اسمه وتكتسي بالفخار والألق كلما امتحنت النفس البشرية كمية الحب الالهي المسكوب في وعاء التجليات على مَن اسمه محمد جلاء الريب قوة ارساء الحقائق وسبر أغوار الكبيرات والدقائق
هنا تقدم – قريش – الدكتور محمد غاني وهو يفسر لحظة التجلي الروحي في المسلك العميق ما بين صعود السلام ونزول الرحمة
د محمد غاني
كاتب من المغرب

لا يخفى على أحد حديث تظليل الغمام لمولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الحديث الذي أخرجه الترمذي 4/292 بشرح التحفة و باسناد الرجال الثقات: فأقبل صلى الله عليه وسلم وعليه غمامة تظله ، قال : انظروا إليه غمامة تظله… الى آخر الحديث.
كما استحضر في هذا السياق حديثا آخر له نفس الأهمية لانه يلفت الانتباه لذي اللب الى نفس المرمى، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة سطع له نور من تحت قدمه إلى عنان السماء يضيء له يوم القيامة، وغفر له ما بين الجمعتين. المنذري في الترغيب والترهيب، وقال: رواه أبو بكر بن مردويه في تفسيره بإسناد لا بأس به.
و اذا استحضرنا ان حبل الله المتين هو القرآن الكريم حيث جاء في سنن الترمذي:حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيع به الأهواء، ولا تلتبس به الالسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه.
و اذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم المطلع على كتب السيرة مكلوءا بالعناية الربانية منذ الأزل حيث اختار له ربه الاطهار من الآباء و اجتبى من ذريته أولياء أطهارا من الابناء و أمرنا ان نصلي عليه و عليهم اجمعين في كل صلواتنا عسى ان نفهم ان الله تبارك و تعالى هو صاحب العناية و القاسم صلى الله عليه وسلم مفرقها بين العباد فإن الله المعطى و هو القاسم فكانت العناية حليف الانبياء و لا خلاف انها رفيق الاولياء.
كل من توجه متوكلا لحضرة الله العلية ليعطيه مولاه قسمته من العناية الربانية لرزقه مولاه كما يرزق الطير تغدو خماصا و تروح بطانا.
و ما التوكل الا توجيه آنية القلب التي هي الجسد لاتيان الطاعات مفرغا الآنية من الأنا معتمدا في عمله على مولاه معتقدا انه سيسقى من ورد التوحيد يأتيه من قناة الشريعة التي هي حبل الله المتين فالقرآن حروف تصف الشريعة لاهل الشرع و تشير للحقيقة لاهل السر و المعنى، و من فهم المعنيين فقد ملأ الآنية و سقى القلب لتفلح نبتته فتولاه الله بالعناية حتى يبلغ أشده و يستوي كما استوى من قبل المحسنون من عباده.
هذا الاستواء درجات، كما ان القرب درجات، كما ان سمك وحجم غمائم العناية درجات، لكن مصدرها واحد يأتي من القلب مصدر العناية مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما هو مصدر كل ورد يرد علينا عبر قناة الصلة بالله التي تسقينا جميعا منذ وقته صلى الله عليه وسلم و الى يوم الناس هذا.
فاللهم صل على سيدنا محمد مصدر غمائم العناية المنسدلة على الموجهة قلوبهم للحضرة العلية توكلا و على آله و صحبه و سلم.