المستضعفون في المجتمعات الفجّة

4 يونيو 2025
المستضعفون في المجتمعات الفجّة

بقلم: الدكتور نزار محمود

تعاريف اجرائية لأغراض المقال:

المستضعفون:

هم أولئك المواطنون الذين يعيشون في مجتمعات تحمل عوامل الهيمنة والظلم لفئات معينة هم لا ينتمون اليها، وبالتالي يفرض عليهم دفع ثمن ذلك.

وهم ممن لا يحظون بالقوة الكافية ويعيشون معاناة قد لا تكون ظاهرة للعيان، ويصعب على القوانين مقاضاة مرتكبي جناياتها. وقد يكون من هؤلاء المستضعفين شرائح من مثقفين وكتاب وفنانين وسلميين وممن لا يملكون شيئاً من عوامل الدفاع عن النفس في مجتمعات الفوضى الفجة.

المجتمعات الفجة:

هي المجتمعات التي لا يسودها العدل جراء تركيباتها الاجتماعية المختلفة والمهيمن قسم منها على غيره، وهي بالتالي لا تشكل بيئة حاضنة للعدل والمساواة.

من هم الجناة في هذه المجتمعات؟

هم القوى السياسية او الاجتماعية أو الاقتصادية أو حتى الثقافية التي تمارس الهيمنة “الخفية” على الآخرين ممن لا يملكون عناصر تلك القوى.

سمات المجتمعات الفجة:

مجتمعات متخلفة حضارياً تحكمها قوى لا يتمكن القانون من تطبيق العدالة والمساواة بين أبنائها.

من هذه المجتمعات، مجتمعات البداوة والمشايخ والعشائر والاحزاب المهيمنة والميليشيات المنفلتة والعصابات المتحكمة أو مجتمعات هيمنة فئات اقتصادية مستغلة وراشية، وكذلك مجتمعات الادارات البيروقراطية المرتشية أو مجتمعات العنتريات والبلطجية، والتي يسودها أحياناً قانون الغاب!

محنة القضاء والقانون:

ازاء هذه الحال يقف القضاء محتاراً بين ما يتعرض له المستضعفون من ظلم غير ظاهر للعيان في أحيان كثيرة، وبالتالي يصعب تطبيق القانون بحقه، من ناحية، وبين مسايرة الأوضاع على مضض من ناحية أخرى.

أين يكمن الحل؟

ليس بالسهولة ولا بالسرعة حل هذه الإشكالية. انها عملية تراكم تاريخي لقيم وعلاقات اجتماعية وسياسية واقتصادية، وهي تتعامل مع عقلية الإنسان ونفسيته ونوازعه وميوله ودرجة مرونته وثقافته.

وقد يسهل القول في معالجتها من خلال بث الوعي ونشر ثقافة مدنية وحضارية، على عكس جهود تحقيقها في واقع الحياة العملية.

كل ما يجب ان نقوم به هو:

الوعي والعمل والصبر والعزم!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


الاخبار العاجلة
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com