وعي الحروب

29 مايو 2025
وعي الحروب

علي عبداللطيف

تتقدم الالة الإعلامية الكيزانية واعلام الحرب من طرف المؤسسة (العميلة) وفق خبرتها الطويلة في ادارة الحرب ..

هذا الجيش والدولة نفسها منذ العام ١٩٥٥ لم تعرف غير الحرب ثابتاً تتعاطي معه .. فرصيدها المعرفي لم يكن يوماً يرامجاً اقتصادية وتنموية وسياسية واجتماعية تذيب الفوارق بين الشعوب السودانية ….

عمدت الدولة منذ العام ١٩٥٥ الي ادارة الحروب وصناعة الفتن بين المكونات الاجتماعية المختلفة لذا تجد أن خبرتها هي فقط لغة السلاح وديدن الفعل منها هو القتل وتصدير الموت الزؤام….

وظلت علي تعاقبها تستخدم مطية الدين للوصول الي عقول البسطاء وتحفيزهم عبر التاريخ كان يتم عبر الدين ،،،القبيلة،، وبينهما يدور محمد أحمد …

الرصيد المعرفي (الثابت ) لدي مؤسسة الخراب مع جهل الطرف الثاني يصنع تفوقاً عرضياً …ويجعل المعادلة ثابتة وتمظهرات رأي القطيع…ناجمة عن ذلك فيزيد الانقسام …

فئة وهي الاقل عدداً تؤمن بشعارات يصنعها إعلام الحرب المتمرس …وفئة يمارس عليها القمع والتنكيل فتتقوقع وتصنع البغضاء فعلها بينهم … وفئة لا هم لها سوي الحياة كيفما اتفق ….

وفق هذا المنطلق صنعت الالة الإعلامية بما خبرته من سنين حرب طويلة .. او تكاد تكون مستمرة مع فئات اخري متنوعة في وقت ثباتها هي كطرف دائم في كل الحروب .. صنعت التخوين والتشكيك سلاحاً تعتمد عليه حين بوادر نصر لهم تلوح في الافق ليتم القضاء علي ما تبقي من روح المشروع القومي والعدالة التي ينادي بها دائما الطرف الآخر….

وعلي هذا النهج حاربوا الحركة الشعبية بتخوينها وإلصاق العمالة عليها مراراً وزرع الفتنة بين القبائل (الدينكا-النوير) حتي تجاوزهم قرنق وصنع نصره وقتها… دارفور ايضاً ليست بتاريخ بعيد وقد قربوا هذا وابعدوا ذاك وما تجربة مناوي كمساعد للبشير ببعيد ايضاً.. وعلي ذات النهج النيل الأزرق وفتنة الانقسنا والنوبة وغيرهم من المكونات…انها حرفتهم التي يجيدونها فلا تسقط صديقي فيها .. ومبدأها التخوين والتشكيك…

هذه الاعتمادية علي التخوين والتشكيك هم لا يقعون فيها أبدا. من واقع الخبرة الطويلة في الحرب … فالناس تذكر كيف وصل جيش البرهان وميليشياته الي اطراف القضارف وصار محصوراً بين اربع ولايات ولم ترتفع نغمة التخوين الصادرة عن التراجع بل ظل عمادهم تشويق المواطن بغد وصناعة انتصارات وهمية تساعد علي تماسك جبهتهم ..

المد والجزر هو طبيعة الصراعات اياً كان نوعها فتارة تتقدم وتارة تتأخر ولكن اليقين بالقضية هو  المنتصر ….

في حالات التراجع ولو كان قليلاً او كثيراً واعادة الصفوف وترتيبها يبقي المهم هو التماسك وتذكر قاعدة ثابتة ان إعلام الكيزان والحرب هو دوما يمتطي صهوة التخوين والتشكيك ليفرق بين الجمع الواحد وهو نهج صناعته للحرب ذاتها بأحلاف كانت بالأمس هي العدو واليوم هي الصديق ….

لن ينتصر الإسلام السياسي وإن بدأ للجميع  عكس ذلك .. لن ينتصر وسيقتلعون قولا واحداً لا نكوص عنه … ويبقي ثباتك انت وتذكرك انهم من يصنعون الفرقة والشتات والتخوين ..هو امضي سلاح تستخدمه ابان التراجع … وثباتك علي عدم الانجراف في العنصرية والقبلية وما يريد لك اعلامهم …. 

القضية تستحق وهي ليست وليدة اليوم او العام السابق هي قضية شعوب سودانية  وأمة ظلت تبحث عن مخرج لها لتعيش الرفاه والعدالة منذ ١٩٥٥ … 

لا تسقط في فخ الانعزال والتقسيم والتشظي ولا تتبع التخوين والشك والخوف فهذا المشروع الاسلاموي (كذباً) لن ينتصر ..ولا تدع الجهوية والقبيلة تأخذك فالوطن أعم … وهم أناس لا يكترثون لحال شعب ..ويكفي ما يحدث من اثار الكيماوي الذي يقتل كل السودان حالياً نموذجا حياً علي حرصهم علي الحكم مهما كان الثمن وأنهم لمقتلعون ورب الكعبة ….

السقوط في فخ التقسيم والعزلة الداخلية هو آخر مساعيهم لصنع الحرب الداخلية حتي يحكمون … الفظ خشيتك من رفاقك ومن هم حولك ولو ظهر منهم ما يسوقك الي تخوينهم …لن يضروكم شيئاً وان خانوك ولكن سيضرّك خوفك وتخوينك .. وعنصريتك وبغضاءك … 

منعطف حاد:

إلي كل من يساوره شك في اقتلاع الإسلاميين وقد ازداد خوفه .. ثق انهم سيقتلعون ولو تسوروا بالكعبة … 

فلا تدع من ما خبروه ولست تدركه وسيلة لهم لكسرك والدخول بينكم …..

آخر قولي :

لن يجدوا إلا الاقتلاع سبيلا .. وان هي إلا ايام معدودة وسترون كيف سيهزم جمعهم ثم يولون الأدبار ….

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


الاخبار العاجلة
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com