محضر الجلسة الأخيرة بين كمال جنبلاط وحافظ الأسد 

20 مايو 2025
محضر الجلسة الأخيرة بين كمال جنبلاط وحافظ الأسد 
حافظ الاسد وكمال جنبلاط – سبعينات القرن الماضي في دمشق

بيروت – قريش

صدرت حديثا عن دار نوفل – هاشيت أنطوان، النسخة الإلكترونية من كتاب “اللقاء القاتل”، على أن تصدر خلال أيام النسخة الورقية منه. وفيه ينقل الباحث اللبناني هادي وهّاب محضر الجلسة الأخيرة بين الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد وقائد الحركة الوطنية الزعيم كمال جنبلاط.

في هذا الكتاب-الوثيقة، التي تقع في 248 صفحة، والتي سُرّبت بعد أيام معدودة من سقوط النظام السوري في كانون الأول/ديسمبر 2024، ينقل وهّاب حرفيا وقائع هذه الجلسة المشحونة التي استمرت ثماني ساعات ذات 27 آذار/مارس 1976، وبالكلمات العامية التي تبدالها الرجلان.

وجاء في نبذة الناشر:

في 27 آذار 1976 ، وبينما الحرب الأهلية محتدمة في لبنان، حصل لقاء لعلّه الأشهر في تاريخ الحرب. فقد جمعت جلسة مغلقة دامت لثماني ساعات متواصلة بين الرئيس السوري حافظ الأسد الذي كان قد تدخل بقواته في لبنان لدعم الأحزاب اليمينية ضد منظمة التحرير الفلسطينية، وبين كمال جنبلاط، قائد الحركة الوطنية المصطفة مع المنظمة. ظلّت حيثيات تلك الجلسة سرّية ولم يسرّب سوى القليل من عناوينها الرئيسية طوال السنوات اللاحقة. 

في 16 آذار/مارس 1977، تمّ اغتيال الزعيم الدرزي على مقربةٍ من حاجز للجيش السوري المنضوي تحت قوات الردع العربية.

في 30 أيلول/سبتمبر كرّس اتفاق الطائف نهاية الحرب الأهلية، وفي العام 1992 تمّت المصالحة الوطنية بين جميع الأطراف التي شاركت في الحرب من أحزاب وطوائف، وبدأت صفحة جديدة من العيش المشترك في لبنان.

في 8 ديسمبر 2024 سقط النظام السوري.

أما في العام 2025، وبعد تحرير سوريا من الحكم الاسدي العلوي ، فقد تم العثور على القاتل الذي صفّى كمال جنبلاط بإيعاز من النظام آنذاك. 

الآن وقد ثبتت التهمة، يبدو إصدار محضر هذه الجلسة، الذي لم  يكن ليظهر لولا سقوط النظام واقتحام الإدارات وفضح الوثائق السرّية، في غاية الأهمية، لما يظهره من تنافرٍ وحديةٍ ظللتا تلك الجلسة المشحونة بين الرجلين.

النص بالعامية، لأننا اخترنا نشره كما هو امتثالًا للمهنية والمصداقية، لكن الحديث واضح، والكلمات واضحة، والأوضح فيها ما لم يقل…

من أجواء الكتاب:

الرئيس: لا تخلّوا مصالحنا تتعارض مع مصالحكم! نحن كان رأينا لا لمجلس الأمن لسبب هو أننا بدنا نعتبر القضية اجتماعية لإن بمجرد الكلام عنها في مجلس الأمن على أنها إسلام ومسيحيه يسيء لنا ويسيء إلى الحركه الوطنية اللبنانية ويسيء إلى العرب ككل.

ك. جنبلاط: نحن نرد عليهم أننا طالبين علمنة وإلغاء الطائفية.

الرئيس: بيجوز هذا المنطق أنا أفهمه منك وانت تفهم مني. لكن أنا الآن أحكي عن العالم. (…) الأمريكان أيضاً من يومين سألونا عن رأينا بمجيء قوات دولية إلى لبنان. طبعا نحن لا نوافق على مجيء قوات دولية. لكن إمّا بدنا نحن نوافق يا غيرنا بدّو يوافق. يعني أن يتفرج العالم على مجازر بهذا الشكل، لا!

(…)

ك. جنبلاط: بس هل من مصلحتكم أن يجي بوليس دولي إلى لبنان؟ هذا فيه كارثة تقسيم على لبنان!

الرئيس: لا ابدا ليس من مصلحتنا ولذلك نحن ما بدنا القتال يصير.

(…)

ك. جنبلاط: وهل يقدر البوليس الدولي يوقف الدماء؟

الرئيس: اي طبعا البوليس الدولي سيقسم لبنان مباشره طبيعي بيوقف الدماء.

(…)

ك. جنبلاط: أي بلاد صار فيها مشكلة داخلية وجاء إليها البوليس الدولي بهذا الشكل؟!

الرئيس: هذه مشكلة دينية!

ك. جنبلاط: هذه مشكلة اجتماعية هذه مش مشكله دينية، هذه مشكلة اجتماعية! 

الرئيس: والله دينية!

عن الباحث هادي وهّاب:

باحث لبناني حائز شهادة دكتوراه من جامعة إكستر في بريطانيا، صدر له كتاب «من على شرفة في الجاهلية: دماء وحب وطائفية في جبل لبنان» و Hezbollah: A regional Armed Non-State Actor إلى جانب مقالات علمية حول الهويات الطائفية وعلاقة الأقليات مع الإرهاب خلال الحرب السورية.

الباحث

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


الاخبار العاجلة
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com