في كف وردة ترتعش الريح
فوزية عبدلاوي

شاعرة من المغرب
كَالسَّيْفِ المُنْسِيِّ فِي قَلْبِ صَخْرَةٍ
تَنْتَظِرُ يَدًا تَشْرَعُهَا لِلرِّيحِ.
الإِرَادَةُ، جِسْرٌ مَغْمُورٌ بِالمَطَرِ
لَا يَعْبُرُهُ إِلَّا مَنْ آمَنَ أَنَّ المَاءَ ذَاكِرَةُ الحِجَارَةِ.
الرِّيحُ لَيْسَتْ قَيْدًا، بَلْ وَشْمُ الأُفُقِ حِينَ يَنْهَضُ
وَالجَبَلُ لَيْسَ سِجْنًا، بَلْ خُطْوَتُكَ حِينَ تَكْسِرُ ظِلَّكَ.
لَا فَرْقَ بَيْنَ العَتْمَةِ وَالنُّورِ
إِلَّا لِمَنْ قَرَّرَ أَنَّ عَيْنَيْهِ نَهْرَانِ، لَا مِرْآتَانِ.
اِصْعَدْ، وَلَوْ عَلَى سَلَالِمِ الوَهْمِ
أصْرُخْ، وَلَوْ فِي أُذُنِ الفَرَاغِ
فَالعَدَمُ يَخْشَى مَنْ يُسَمِّيهِ
وَالقَدَرُ يَنْحَنِي لِمَنْ يَجْرُؤُ عَلَى إِسْقَاطِهِ مِنَ المُعْجَمِ.
كُلُّ سُقُوطٍ بَدَايَةُ تَحْلِيقٍ
كُلُّ جُرْحٍ ثُقْبٌ فِي اللَّيْلِ
وَكُلُّ مَنْ ظَنَّ أَنَّ القَيْدَ جَوْهَرُ اليَدِ
نَسِيَ أَنَّ الطِّينَ لَا يَسْكُنُ إِلَّا مَنْ يَخَافُ المَطَرَ.
—
حِينَ وُلِدَتَ، كَانَ ظِلُّكَ يَحْمِلُ حَدَّ السَّكِينَةِ
وَأَنْتَ تَجُسُّ بِيَدَيْكَ جِلْدَ الأُفُقِ
كَأَنَّ السَّمَاءَ مَطَرٌ مُؤَجَّلٌ فِي عُرُوقِ الرِّيحِ.
أَلَا تَرَى كَيْفَ يَتَوَارَى المَسَارُ فِي صَخْرَةِ المُتَاهَةِ
وَكَيفَ يُخْفِي النَّهْرُ أَثَرَ القَدَمِ
وَكَيفَ يُغْلِقُ اللَّيْلُ نَافِذَتَهُ فِي وَجْهِ السَّائِلِينَ؟
لَا أَحَدَ يَسْمَعُ هَمْسَ الحَجَرِ
لَا أَحَدَ يَرَى مَا يُكِنُّهُ الغُبَارُ
إِلَّا مَنْ يَحْمِلُ فِي يَدَيْهِ مِعْوَلَ الضَّوْءِ
وَيَحْفُرُ فِي الجَبَلِ أُفُقًا جَدِيدًا.
لَا طَرِيقَ إِلَّا مَا خَطَوْتَهُ
لَا مَكَانَ إِلَّا مَا سَمَّيْتَهُ
وَلَا أَنْتَ، إِلَّا مَا قَرَّرْتَ أَنْ تَكُونَهُ.
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
اللوحة للفنانة المغربية فاطمة بوسعيد ، خاصة لصحيفة قريش – لندن