حوار مع القاص المغربي بلال الخوخي ..الكتابة مهنة حزينة

6 مايو 2025
حوار مع القاص المغربي بلال الخوخي ..الكتابة مهنة حزينة

سلسلة ” كلمني عنه “- الجزء الثالث -الحلقة “15” 

      حاوره : ميمون حرش

ميمون حرش

بلال الخوخي قاص مغربي موهوب، وهب نفسه لنفَس سردي بهيج، يستميلك بقصصه الجميلة، الخيال فيها لافت، وديباجة سبكها مُطرّزة، ومُسيجة بجمال لا تخفى على ذي عينين.. قرأت له قصصاً آية في الروعة، جذابة فعلا، صار اسم بلال يعني لي، كعاشق للقصة القصيرة، دعوة للاستمتاع بنصوص لافتة تستحق القراءة والدراسة، ولعل هذه الميزة هي التي تحمل الرجل الشاب الموهوب على حصد جوائز أدبية تليق بمساره الأدبي الرائد.

 بلال من مواليد 6 يونيو 1988، أستاذ رياضيات، كاتب لدى مجلة “فن السرد” الإلكترونية،

له من الإصدارات:

  • شتات”، مجموعة قصصية، 2023، دار يافا العلمية للنشر والتوزيع، الأردن،
  • “جئتك بنبأ”، مجموعة قصصية، 2025، دار المصورات للنشر والتوزيع، السودان،

مشاركات وجوائز:

  • المرتبة الثالثة في مسابقة “القصاصين الشباب”، الدورة الرابعة، عن قصة “شايب الراس”،
  • اللائحة القصيرة في مسابقة “تلك القصص”، الدورة الخامسة، عن قصة “ماندالا
  • اللائحة القصيرة في مسابقة “غاليري الأدب”، دورة القاص أحمد بوزفور، عن المجموعة القصصية “جولة” (المجموعة المنشورة لاحقاً، بعد التنقيح، بعنوان “شتات”)،
  • اللائحة القصيرة في مبادرة أكوا الاسكندرية، عن قصة “شجرة التين”،”
  • المرتبة الأولى في مسابقة “فن السرد”، الدورة التاسعة، عن قصة “المسخ”،
  • المرتبة الأولى في مسابقة “قصص على الهواء”، دورة يناير 2025، عن قصة “شخصان”.


    بلال القاص المبدع ضيفي في ” كلمني عنه”، الجزء الثالث ، تشرفت بمشاركته المتميزة، كونوا معنا ..

  1. ورطة، دُبرت لك عمداً، أو نسجتها الأيام لك، وكيف تخلصت منها؟،

   كان يوم ثلاثاء من عام 2016، دبرت أمري كي أتغيب عن معمل كابلاج في طنجة كي أجتاز الامتحانات بكلية العلوم في تطوان، رغم علمي المسبق أن الطلبة عازمون على مقاطعتها لعدة اعتبارات كنت أؤمن بها كذلك، لهذا، وجدتُني واقفاً رفقة الثلة المحاطة بحواجز من القوات المساعدة، منعونا من العبور إلا إذا أدلينا ببطاقة الطالب وبرمجة الامتحان، فكان قلة فقط من يعبرون. تطورت الأوضاع مابين داخل أسوار الكلية وخارجها، فإذا بالأمر يتحول إلى صراع بين عصيهم وحجارتنا، تدافع ونفور وفوضى عارمة. نسيت كيف انفض الصراع، لكنني حين أتذكره، أضحك من نفسي، كيف لبلال المسالم الصامت، أن ينخرط في مثل هذا؟

  • الكتابة، حين تواتيك، كيف تُلبي نداءها.. هل من طقس معين؟

ليس لي طقس محدد، قد أكتب لأيام متواصلة، وقد أتوقف طويلا، قد أعد فنجان قهوة، قد أنعزل، قد أكتب في الضجيج، قد وقد وقد… أعشق هذه الـ”ـروينة” التي أعمل بها.

  • هل حصل أن استيقظت، صباح يوم ما، وأنت تنظر في المرآة، فمددت لنفسك لسانك ساخراً من خطأ ارتكبته، أو من الكتابة عامة؟

لم أخرج لساني ساخراً، بل، تفلت على نفسي، ودعوتُني بالجاهل العاجز، ذلك أني، أطمح إلى الكمال الذي لن أصله، وسأظل إليه طامحاً، وفي كل مرة أكتب نصا، أونصوصاً، أعيد قراءتها، بعضها يروقني، يدهشني، والآخر، أود لو أحرقه، فلا أفعل، لأني أريده أن يبقى حيا، كندوب المعارك.


4- الكتابة مهنة حزينة، لا؟

قد أقول شاقة، أما حزينة، فلا. الشقاء الذي يرافق الكتابة، حلو ولذيذ، يرافقني طيلة أيام التدبيج والرقن والمسح والتعديل، إنه أمر جميل، ممتع بطريقته الخاصة، يبعث على الفرح لا الحزن.

  •  أجمل ،أو أغرب، أو أسوأ تعليق عن “إبداعك”، سمعته من أحدٍ وجهاً لوجه، أوقرأته مكتوباً.

قالها صديق مازحاً ذات يوم، أو جاداً ربما:

 “هادشي فيه شي فلوس ولا والو، باش نشوفو ندخلو معك؟”

  •  أمر تكشفه لأول مرة، له علاقة بالكتابة.

لا أجيد التحدث عن كتاباتي، إذا طُلب مني أن أقدم نبذة تشوق القارئ لاكتشاف نصوصي فأظنني سأجعله يكرهها، أو، سأظل أتأتئ دون أن أقدم رسالة واضحة المعالم. أنا لست بالمتحدث الجيد فيما يتعلق بنصوصي.

  •  بلال “صياد الجوائز الأدبية” عن جدارة واستحقاق… من أين تأتي بهذه القدرة العجيبة والرائعة على تصدر اسمك فيها بفخر؟

هو توفيق من الله خص به بعض قصصي، وقصص أخرى شاركت بها كثيراً فلم تنل حظاً. تظل الجوائز حافزاً قوياً على الاستمرار، وأفخر بكل إنجاز صغيرا كان أم كبيراً. 

  • قصص كثيرة لك، بديعة وجميلة، وشائقة قرأتها بإعجاب، وتمنيتُ لو أنا صاحبها.. هل من وصفة أدبية لهذا التميز لديك؟

تسعدني إشادتك بنصوصي، وهي شهادة أعتز بها كثيرا من أديب فذ مثلك، ويبدو أن نصوصي _هي الأخرى_ ستغتر بنفسها حين تعلم أنا كاتبا كبيرا يتمنى لو كان صاحبها، هذا والله فخر وشرف. 

أما عن الوصفة الأدبية، فلا أظن أن الأمر سر، هي القراءة أولا وآخرا: قراءة متنوعة تشمل القصص، والروايات، وكتباً ومقالات في النقد، وأعمالا علمية، وكتب التخصص (الرياضيات)… ومن ثم محاولة استثمار هذه القراءات أثناء الاشتغال على النص، كي تصب في قالب قصصي فني، أحرص فيه على تجريب تقنيات سردية مختلفة، وأسعى من خلاله إلى الابتكار كلما سنحت الفرصة.

  • كلمة استثنائية منك.

(تيتىيمنبتا)… حسناً، لا تحاولوا فك شيفرة هذه الكلمة، إنها نقرات عشوائية على الحروف كي تتشكل الكلمة الاستثنائية التي لا أملك ههه، لكن، لابد أن أنهي حواري بشكر كل قارئ يخصص من وقته من أجل قصصي، وشكرك أستاذ ميمون حرش، أديبنا الفذ الراقي، على ما تبذله لصالح الأدب، وطبعا، شكري لزوجتي، حبيبتي التي تحتضن جنوني وتؤمن بي دائما.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


الاخبار العاجلة
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com