وقع الشاعر والكاتب المغربي محمد اللغافي، مؤخرا كتابه الجديد “شاعر لا يهادن” بمدينة الدار البيضاء، وهو عبارة عن مجموعة من المقالات التي تناولت تجربة الكاتب،إضافة لمختارات من نصوصه الشعرية، اللقاء المفتوح الذي شارك فيه عدد من النقاد المغاربة، وقاربوا تجربته الشعرية والإنسانية. ويعد محمد اللغافي من أهم الشعراء العصاميين بالمغرب، وقد صدرت للشاعر محمد اللغافي عدة دواوين منها: «مكتظ بي أيها الفراغ»، «امتدادات» ، «وحدي أحمل هم هذا الوجه»، «للموت كل هذا الحب» و»حوافر في الرأس»، «يسقط شقيا»، «مثل أخطاء طفيفة» «سأغرد لاحقا:قصائد ومحفزات جنسية أخرى».و القائمة مازالت طويلة
شارك اللغافي في عدة لقاءات شعرية ووطنية ودولية وترجمت نصوصه الى عدة لغات أجنبية، في هذا اللقاء الذي أنجز على هامش هذا اللقاء، نقترب أكثر من تجربة هذا الكاتب وعوالمه الشعرية.

حاورته ليلى بارع

بعد أربعين عاما في مساري الشعري والنضالي لم تتغير نظرتي للشعر بل زاد إيماني به كمنقذ ومنظف من رواسب الوحشية الكامنة في البشرية ، ومخلص من الرتابة ومانح للذات شخصيتها الإنسانية ، وأرى أن الشعر كائن أزلي يحتلّ الذوات الهشة التي لديها حساسية مفرطة من نقيض أحلامها الفاضلة/ بالنسبة لي كان الشعر وما زال ملاذي الذي ألهمني الحياة وعلمني كيف أنسجم مع فلسفة هذا الكون ومع أي طارئ بسلاسة دون تشنج أو تعصب /
الباحث أو الناقد كلاهما واحد يمكنه أن يقترب من التجربة ويمكنه تحليل النص ومنحه قراءة تقريبية للمتلقي طبعا ، تعطيه نفسا جديدا وتمنحه صورة أخرى توازي بين ما كان يريد قوله الشاعر وبين التأويل الشخصي للناقد / فالناقد الحقيقي يمكنه أن يتطلع إلى خبايا ما بين السطور ويحاول منح النص قيمته الحقيقية ـ، في بنيويته لغة واصطلاحا ،
أن تأتي من الهامش وبدون مستوى دراسي مقبول وتفرض اسمك في عالم الشعر في زمننا هذا يجب أن تكون أنت المستحيل عينه /
لم تكن الطريق معبدة ومستقيمة ، بل كانت ملتوية ومعرقلة ، خاصة البدايات الصعبة ، زائد الفقر والتهميش والسياسة الممنهجة في ذلك الوقت، صعب جدا أن تقاوم في وسط يطغى فيه الجهل والتطرف وشكوك المخزن حول شخصيتك ، خاصة حينما أسسنا نادي الحواس الخمس وبدأنا نشتغل في العلن بدار الشباب ،
كانت فترة عصيبة فعلا ، كنا ننشط بحسن نية ليست لنا أي خلفية سياسية ، ومع ذلك كنا متبعين من جهتين معاديتين لبعضهما ، التطرف والمخزن بدون أن ندري ، الحمد لله أننا خرجنا من تلك الفترة سالمين ،
وما تبقى من تجربة الحواس الخمس أنا والزميل الشاعر حميد بركي الذي انتقل الى مدينة قلعة السراغنة وما زال نشيطا هناك /
تجربة جامعة المبدعين المغاربة جاءت بعد مخاض سنوات من التجربة ، وبعد الاستفادة من تجاربنا السابقة ، واستفدنا من تجربة اتحاد كتاب المغرب السابق ، ومن بيت الشعر / رغم أني لم أكن عضوا في أي منهما ، ولكن كانت تربطني علاقة بأعضائهما ، مثل الأديب الكبير حسن نجمي الأديب محمد الأشعري الأديب عبد الحميد عقار وغيرهم ،
وسبب استمرارية جامعة المبدعين المغاربة هو إيمان أعضائها بأن الأدب والثقافة عامة أهم من الماديات / والاشتغال في مجالها عبادة والتنسك،
لا نبحث عن دعم لأن من أسباب فشل العمل الجمعوي هي الماديات ، والمحاسبات والدخول في الشك ،
بالنسبة لمعرض الكتاب وعدم تواجدنا برواق إلى جانب أروقة الجمعيات ، أنا بدوري لا أعرف السبب/ راسلناهم حينما كان المعري ينظم بالدارالبيضاء وملأنا الاستمارة / ولم تتم الاستجابة / ذهبت شخصيا الى مقر وزارة الثقافة ، وكانت بعض المبررات السطحية ،
فاستغنيت عنه /
وأشكر جدا رابطة كاتبات المغرب منذ كانت الراحلة عزيزة يحضية عمر إلى اليوم في زمن الصديقة الرئيسة بديعة الراضي/ تفتح لنا رواقها لتوقيعات منشورات الجامعة /
جديدي أشتغل على الجزء الثاني من ” شاعر لا يهادن” كتجربة لجمع أعمالي الكاملة
الكتاب الذي سيتم توقيعه هو عبارة عن مجموعة قراءات في بعض أعمالي الشعرية / مع جمع بعض المجموعات الشعرية الصادرة قديما لتحديثها ، وسيكون المؤلف حاضرا يوم التوقيع/