الجامعة العربية ومؤتمر قمة بغداد

6 مايو 2025
الجامعة العربية ومؤتمر قمة بغداد

جبار عبدالزهرة

– كاتب من العراق .

منذ تاسيس الجامعة العربية في العام 1945م تبين من المؤتمر الأول الذي عقد في مصر في العام 1946 برئاسة الملك فاروق ملك مصر ان الجامعة العربية اشبه بتمثال في ساحة يرمز الى شيء اوشخص ما لا يقدم شيئا ولا يبني منفعة للناس فقد ولدت ميتة على جميع مستويات الحياة وانشطتها فهي لم تقد للعرب شيئا على أي صعيد من اصعدة الحياة المعاصرة رغم انها مكلفة بتطوير وتعزيز مكانة العرب الحضارية على المستويين الإقليمي والدولي والعمل على استنهاض طاقات العرب وقدراتهم في مختلف انشطة الحياة الانسانية عبر بناء برامج موثوقة في السياسة والثقافة والاقتصاد والعلم والمعرفة من اجل تعزيز مكانت العرب على مستوى العالم وكذلك رص صفوف العرب وتقريبهم من بعضهم البعض باتجاه بناء وحدتهم القومية العربية0

ولكن لو عدنا الى واقع الحال وجدنا ان هذه الجامعة لا حول لها ولا قوة وهي عاجزة تماما عن تقديم أي شيء للعرب تثبت فيه لهم وللعالم انها كيان فاعل ومؤثر لصالح مكانة العرب ولها حضور متميز على مختلف الأنشطة يصب في مجرى مصلحة العرب سياسيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ولها منجزات لا تغيب عنها شمس المكاسب والمغانم قطف ويقطف العرب ثمارها في كل مجال وفي كل عصر ومصر،،0

 بصراحة انها مؤسسة بروتوكولية شكلية الحضور وليس لها اية فاعلية في كل ما يخص العرب  من انشطة ولا دور لها في كل ما يجري على الساحة العربية من انشطة اقتصادية وحروب ونزاعات عسكرية وقراراتها هذا على افتراض انها مارست نشاطا وحراكا ما كلها قرارات جوفاء فارغة من أي شيء إيجابي رغم ان الأوضاع في منطقة الشرق الاوسط ملتهبة جدا وتهدد مصير بعض الدول العربية بالزوال وتهدد الشعب الفلسطيني باستئصال وجوده من ارضه لرسم خارطة جديدة للشرق الأوسط على مقاس امريكا واسرائيل 0

وفي هذا السياق لا بد هنا من التعريج على مؤتمر القمة العربية الذي سيعقد في بغداد في منتصف الشهر الحالي والذي رصدت له الحكومة العراقية مبلغ 165مليار دينار عراقي وهو مؤتمر سيكون كساباقاته من المؤتمرات ليس فيه منفعة ولا فائدة لا للعرب ولا للعراقيين لأن السياسة المؤثرة والدبلوماسية الفاعلة على الساحتين الدولية والإقليمية هي سياسة امريكا الخارجية ودبلوماسيتها ولا يمكن تحقيق أي شيء لمصلحة الشعوب وخاصة العربية منها خارج حدود اطار السياسة الخارجية الأمريكية وهذه وسائل الاعلام  المختلفة تنقل الأخباراول بأول فانظروا ماذا فعلت امريكا واسرائيل بغزة وماذا فعلت بالاردن وماذا فعلت بمصر وهناك تهديد لمصر بان اسرائيل ستحتل سيناء كما ان الرئيس الامريكي ترامب  طالب مصر بمرور السفن الامريكية عبر قناة السويس وهي معفية من الرسوم كما طالب مصر بان تكون له حصة في ورادات القناة  0

والأحوال والأوضاع بهذه الصفة في الشرق الأوسط من سيطرة القبضة والإقتصادية و العسكرية الأمريكية على المنطقة عبر حاملات الطائرات والقواعد العسكرية والفرقاطات والغواصات بشكليها النووي والأعتيادي وتزويدها لحليفتها اسرائيل باسلحة متطورة وذخيرة فتاكة والآف المؤلفة من قوات المارنز المدربة بافضل طرق التدريب على خطط المعارك والمدججة باسلحة غاية قي التطورودقة في إصابة الهدف 0

هل تستطيع الجامعة العربية عبر مؤتمر بغداد القادم ان توقّف اطماع ترامب المالية والمرورية بقناة السويس وهل تستطيع ان تمنع اسرائيل اسرائيل من القيام باحتلال سبناء المصربة ضمن اهدافها التوسعية وهل لديها القدرة على الحيلولة بين اسرائيل وبين غاراتها الشبه يومية على الأراضي السورية  وهل تتمكن من الضغط على اسرائيل واجبارها على الإنسحاب من المنطقة العازلة بينها وبين سوريا التي احتلتها بعد سقوط نظام الأسد وإلغائها لإتفاقية العام 1974 بينها وبين النظام السوري السابق 0

وهل تتمكن الجامعة العربية عبر الثقل السياسي والإقتصادي لبعض الدول العربية من إقناع أمريكا على رفع العقوبات عن سوريا التي يعاني اقتصادها من الشلل والإنهاك ويعاني مواطنها من الفقر والفاقة والعوز ، وهل تقوى على صد اسرائيل في عدم شن الغارات على الأراضي اللبنانية والتي في كل يوم تهدم بناء وتوقع ضحايا مدنيين ، وهل تحت تصرفها ان تقنع امريكا في العدول عن شن غراتها على اليمن والأهم من ذلك كله هل لديها تمكين بايقاف حرب الابادة الاسرائيلية العسكرية والتجويعية والتعطيشية والتهجيرية وقصف المستشفيات لإخراجها من ميدان الخدمة الصحية الفلسطيني وهل هي قادرة على اخراج امريكا من العراق الذي تحتله مع بريطانيا وفق قرار مجلس الأمن الدولي المرقم 1483والصادر في العام 2003م 0

بالتأكيد انها غير قادرة على ان تصنع شيئا للعرب لا مجتمعين ولا فرادي والشاهد على ذلك مؤتمراتها السابقة والتي كلها باءت بالفشل وانتهت بياناتها الختامية الى سلة الإهمال 0 

وهنا سؤال يطرح نفسه على الحكومة العراقية لا يوجد سياسي عربي او غير عربي وكذلك الرأي العام والخاص يعرف ذلك  وهو ان مقررات مؤتمرات القمة العربية كلها برتوكلات مزيفة  وخالية من أي مضمون سياسي او دبلوماسي مؤثر في مجرى العلاقات الدولية والإقليمية فلماذا والحال بهذه الصفة المزرية تنفقون اموال العراق على هكذا مؤتمرات وتخصصون مبلغ ضخم للصرف على المؤتمر القادم وهو (165) مليار دينارعراقي اليس شعبكم اولى بهذا المبلغ عند تخصيصه لكي يصرف على مشاريع خدمية جديدة تنفع الشعب او اعادة تأهيل مشاريع معطلة منذ سنين لكي ترفد البنية التحتية بالخدمات والسلع المفيدة للشعب علاوة على ذلك هناك مؤتمر آخر وهو مؤتمر التنمية الذي سيعقد في بغداد بعد مؤتمر القمة وهو يحتاج ايضا الى مبالغ مالية ترصد لتسيير عجلة عقده ولكن أي تنمية هذه في بلد مثل العراق المسؤولون فيه متهمون بسرقة اموال البلد ، بلد بلغت فيه الأموال المسروقة من الأموال العامة ترليونات الدنانيرمثل سرقة القرن وبحسب تصريح السيد رئيس الوزراء محمد اشياع السوداني كان المبلغ المسروق فيها (3) ترليون و(700)مليار دينار عراقي ولأن المشاركين فيها هم مسؤولون كباركان لابد من طمس معالم هذه السرقة خوفا على سمعة هؤلاء المسؤولين طيب وهناك تسائل آخر إذا كان كبار المسؤولين هم من يسرقون الأموال العامة وتم منع نور زهيرعراب تلك السرقة من ذكر اسمائهم باطلاق سراحه من السجن وتم تخصيص طائرة خاصة له من قبل الحكومة العراقية لكي تنقله هو وافراد عائلته خارج البلاد مع السماح له بالاحتفاظ بالأموال المسروقة لكي لا يكشف اسماء المسؤولين الكبارالفاسدين المشاركين بهذه الجريمة اللصوصية فكيف تكون هناك تنمية في العراق اليس هذا تناقض بين واقع العراقي المالي المزري وبين شروع الحكومة بالتحرك على طريق التنمية وايضا ومن أين تأتي بالاموال للقيام بإنشاء مشاريع تنموية وهناك اخبار متسربة الى الشارع العراقي تفيد بأن الحكومة تعاني من عجز مالي في السيولة النقدية يشير الى عدم قدرتها على تأمين رواتب الموظفين  والعاملين في مؤسسات الدولة ودوائرها تتصاعد وتيرته باستمرار نحو الانهيار المالي والاقتصادي كما حصل في لبنان 0وأعود الى مؤتمر القمة البغدادي القادم بعد أيام فأقول للحكام العرب الذين سيحضرون الى هذا المؤتمرمتسائلا امام انظاركم وتحت اسماعكم ان اسرائيل في هذه الأيام وصل توغلها داخل الاراضي السورية الى مشارف دمشق والذي يشير الى تصعيد غير مسبوق من العدو الصهيوني باتجاه هدفه اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل كيف سيكون رد فعلكم على هذا العدوان السافر في بيان مؤتمركم الختامي ؟؟ انا اقول لكم سيكون :- نستنكر ونشجب وندين  

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


الاخبار العاجلة
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com