قريش: الرباط
خفايا ومعلومات غنية تعرف بجرأة لأول مرة، فيها تقييم سياسي لمراحل مهمة من تاريخ المغرب الحديث
صدر حديثا مذكرات السياسي والاقتصادي والوزير المغربي الأسبق فتح الله ولعلو (في جزئين ضخمين مع صور نادرة) ضمن منشورات المركز الثقافي للكتاب ببيروت . الكتاب سيكون الحدث في الدورة 30 للمعرض الدولي للكتاب بالرباط التي ستقام ما بين 17 و 27 نيسان (أبريل) 2025 بفضاء OLM السويسي بالرباط .

وتتميز مذكرات بمعلومات غنية، وتعرف بجرأة لأول مرة، تشتمل على تقييم سياسي وتسليط الضوء لمراحل مهمة من تاريخ المغرب الحديث وفيها الكثير من منجز حكومة التناوب التي ترأسها رئيس الوزراء (رئيس الحكومة) الدكتور عبدالرحمن اليوسفي
ويعد لعلو الشخصية البارزة في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ورئيس الفريق البرلماني لحزب الوردة لمدة طويلة، كان له الأثر الكبير في وزارة المالية التي تولى تسييرها من آذار (مارس) 1998 إلى أيلول (شتنبر) 2007.
وفتح الله ولعلو (ولد في الرباط 26 (مارس) 1942) سياسي واقتصادي مغربي، شغل منصب وزير المالية والاقتصاد في المغرب بين 1998 وحتى 2007. وهو عضو في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ورئيسًا أسبق لمجلس مدينة الرباط. وفي سنة 1968 ناقش أطروحته للدكتوراه في الاقتصاد بباريس قبل أن يلتحق بهيئة التدريس بكليتي الحقوق بالرباط والدار البيضاء وبالمدرسة الوطنية للإدارة.
وتجدر الإشارة أن الكتاب أشرف على إعداده للنشر الإعلامي والشاعر المغربي لحسن العسبي، بعد أكثر من ثماني سنوات من العمل الدؤوب لتحريره وإنجازه.
وقال لحسن العسبي في تدوينة “معتز بثقة الأخ فتح الله ولعلو في شخصي المتواضع ، مضيفا “ومما أذكره للتاريخ هو أن أول ما انطلقت فكرة هذه المذكرات قد كانت بشقة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي رحمه الله بالدار البيضاء ربيع سنة 2013.”
وفيما يلي فقرة من مقدمة هذه المذكرات التي قال فيها الدكتور فتح الله ولعلو:
“لست من الذين يعتبرون المذكرات حكيا لحياة شخص، لأن قيمة الشخص دوما محدودة ونسبية، حيث التركيز على المغامرة الشخصية في الحياة لا فائدة منه في ما أفهم وأتصور. الإنسان جزء من تاريخ معين وضمن جغرافية معينة. بالتالي أهمية المذكرات كامنةٌ في إبراز ذلك التاريخ وتلك الجغرافية بغاية إعطاء الأولوية للموضوعي على حساب كل ما هو ذاتي. إن الحديث عن ما اخترت تسميته “زمن مغربي” يفرض مقاربة شَكْلِ تموضعه عالميا وإقليميا قبل إبراز مكوناته المحلية.
من المؤكد أن من عاش الجزء الثاني من عالم القرن العشرين والعقود الثلاث الأولى للقرن الواحد والعشرين، سيقتنع بالطابع النسبي لتاريخ وجغرافية البلد الذي ينتمي إليه. فالعولمة قد ترسخت خلال الثمانين سنة الماضية وأصبح لها تأثير مباشر على تاريخ وجغرافية كل بلد على حدة. ثم لأنه أيضا، إذا كانت الجغرافية عنيدةً (لا يمكن التشطيب على أي بلد من الخريطة أو تغيير موقعه فيها) فإنها تتأثر بمسار التاريخ الذي يمنح أفضليةً لمواقعَ جغرافية ويهمش أخرى. لتصبح حياة الفرد بالتالي مُرتبطةً بالعلاقة الجدلية بين التاريخ والجغرافية، التي هي علاقةٌ تطورت بسرعة مذهلة منذ ميلاد الرأسمالية، وتعاظم الأمر أكثر مع تطور مسار العولمة.
(…)
بقي أن أنوه بمرافقة الأخ لحسن العسبي، الصحافي والكاتب المقتدر، الذي واكب معي تدوين وتحرير هذه المذكرات بأسلوبيها المنطوق والمكتوب (اشتغلنا عمليا منذ ربيع 2013 حتى خريف 2022، بمعدل لقاء أسبوعي زوال كل ثلاثاء ببيتي بالرباط، تطلبت 145 شريط تسجيل)، خاصة وأننا نتقاسم بفعل انتماءنا نفس التوجه وكذا ارتباطنا بصداقة عبد الرحمن اليوسفي في السنوات الأخيرة لحياته، مما جعلنا نلتقي في تحرير ومراجعة وترتيب ذكريات مشتركة”.
****
من جهته قال لحسن العسبي : بدون أية مبالغة، هذه مذكرات سيكون لها أثر بليغ على ذاكرة المغاربة، لأنها حررت بخلفية بيداغوجية قيمية رفيعة. فهي شهادة أمام التاريخ غنية بمعلومات تعرف بجرأة لأول مرة، مثلما فيها تقييم سياسي لمراحل مهمة من تاريخ المغرب الحديث الحي والطازج، وفيها الكثير من منجز حكومة التناوب بالدليل المفحم.